كشف قيادي بارز في حركة “حماس” أن الحركة قدّمت مقترحًا شاملًا استجابةً للمبادرة التي طرحها المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف عبر الوسيط الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح، تضمن ثلاث نقاط رئيسية: إطلاق سراح الرهائن، ووقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا مع ضمانات أمريكية لاستمرار المفاوضات حول وقف دائم للقتال، بالإضافة إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى مواقع ما قبل 2 مارس، مع إيصال المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة. وأوضح القيادي في حديثه مع شبكة “CNN” أن النقاط نوقشت في العاصمة القطرية الدوحة وأرسلت إلى ويتكوف، إلا أن التطورات التي تلت لقاء المبعوث الأمريكي بوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي في واشنطن قلبت المعطيات رأسًا على عقب، وجعلت المقترح الأخير الذي قدمته إسرائيل “ورقة إدارية” لا تستجيب لمطالب “حماس”.
وأكد القيادي أن الحركة مستعدة لإطلاق سراح كافة الرهائن دفعة واحدة، شرط الحصول على ضمانات حقيقية بعدم تجدد الحرب، وهو ما لم يتم تضمينه في الوثيقة الأخيرة، معبراً عن استغرابه من التغيير المفاجئ للموقف، خاصة بعد موافقة بحبح على المقترح. من جانبه، أشار باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لـ”حماس”، إلى أن المقترح الجديد يمثل استمرارًا للاحتلال واستمرارًا للمأساة الإنسانية التي يعانيها الفلسطينيون، مع رفض كامل لمطالب الشعب الفلسطيني في إنهاء الحرب ورفع الحصار. ورغم ذلك، أكد نعيم أن قيادة الحركة تدرس الرد بمسؤولية في ظل ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية” التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة.
في الوقت نفسه، يتهيأ “حماس” لإطلاق سراح نصف الرهائن الأحياء المتبقين، في خطوة وصفتها الحركة بالمجازفة الكبرى في ظل غياب ضمانات لالتزام إسرائيل بالاتفاق. وأوضح القيادي أن المبعوث الأمريكي يتكوف يتمتع بقدرة تأثير فريدة على إسرائيل، وأن تراجع إدارة ترامب بعد إطلاق سراح إيدان ألكسندر، وامتناعها عن استئناف المساعدات الإنسانية على الفور، شكل عقبة إضافية أمام تحقيق اتفاق شامل. ورغم كل التحديات، أكد القيادي أن “حماس” لا تزال تسعى بحرص إلى التوصل إلى حل ينهي الحرب ويعيد الرهائن إلى ذويهم.
30/05/2025