kawalisrif@hotmail.com

الأمانة العامة للحكومة تعلن عن نزع الملكية لأرض ب 20 هكتارا لبناء ملعب كبير في مدخل الناظور

الأمانة العامة للحكومة تعلن عن نزع الملكية لأرض ب 20 هكتارا لبناء ملعب كبير في مدخل الناظور

بعد أشهر فقط من نيله ثقة الملك محمد السادس ، شرع السيد جمال الشعراني، عامل إقليم الناظور، في تفعيل رؤية جديدة للمنطقة، تُخرجها من دوامة الجمود وتُعيدها إلى سكة التنمية، واضعًا نصب عينيه مشاريع معطلة منذ عقود، وأحلامًا طال انتظارها.

فمنذ الاستقلال، عاشت مدينة الناظور تهميشًا تنمويًا وبؤسًا ثقافيًا، وخصوصًا رياضيًا، حُرم على إثره أجيالٌ كاملة من شباب الإقليم من رؤية فرقهم المحلية تشعّ في سماء الكرة الوطنية، بعدما كان اسم الهلال الرياضي يردده عشاق المستديرة بكل فخر. غاب الهلال والفتح الذي يقاوم ، لا لضعف في الأداء، بل بسبب غياب البنية التحتية المناسبة، وعلى رأسها ملعب يليق بتاريخ المدينة ومكانتها.

لسنوات، كان جمهور الناظور الرياضي مضطرًا إلى “الاغتراب” في كل مباراة، يرفع راية التحدي، ويتشبث بالأمل، رغم الوعود المتكررة التي لطالما صدحت بها أفواه الوزراء والمسؤولين، دون أن تجد طريقها إلى أرض الواقع. أحد أبرز خيبات الأمل تمثلت في سحب الوزير عبد الإله بنكيران، بشكل مفاجئ، مشروع مركب الناظور من ميزانية الدولة، رغم الموافقة المبدئية عليه. قبل ذلك، اصطدمت مجهودات الوزير السابق، ابن أزغنغان، السيد الموساوي، بجدار الصراعات السياسية، وخصوصًا مع رئيس جماعة الناظور حينها، طارق يحيى، في وقت كانت فيه المشاكل تعصف بحزب الحركة الشعبية.

لكن، وبعد كل هذا الانتظار، ها هو الحلم بدأ يتحقق ، فقد تم الإعلان رسميًا في الجريدة الرسمية عن مرسوم المنفعة العامة المتعلق بإحداث ملعب لكرة القدم ، بمواصفات دولية ومغطى ، بمدخل مدينة الناظور، على حدود جماعة بوعرك ، على مساحة 20 هكتارا ويتسع ل 20 ألف متفرج ، بتكلفة مالية تقدر ب 50 مليار سنتيم ،  والذي بموجبه ستُنزع ملكية القطع الأرضية اللازمة لهذا المشروع المنتظر، في أولى خطوات إنجاز ملعب الناظور الجديد.

الشروع في مسطرة نزع الملكية ، بتنسيق مع الأملاك المخزنية ، ورفع وزارة الفلاحة يدها عن الأرض المعنية المكونة من 20 هكتارا ، التي كانت تحسب أراضي سقوية ، لتتحول إلى أرض صالحة لإقامة مشاريع ذات منفعة عامة ، هي إشارة واضحة على جدية السلطات الإقليمية، وعلى رأسها عامل الإقليم، الشعراني، والسلطات المركزية ، في تحويل الناظور إلى قطب رياضي وثقافي حقيقي، ينهي سنوات من التهميش، ويعيد الأمل إلى جمهور لطالما بقي وفيًّا لحلمه، رغم كل الانكسارات.

الناظور اليوم لا تستعيد فقط مشروع ملعب، بل تستعيد كرامتها الرياضية، وصوت جمهورها الصامت منذ سنوات، وتفتح الباب أمام نهضة جديدة، تليق بتاريخ المدينة، وتطلعات أبنائها.

ولعلّ من يستحق التوقف عنده في خضم هذا التحول هو عامل الإقليم، جمال الشعراني، الذي اختار منذ أول لحظة تسلّمه زمام المسؤولية، أن يعمل في صمت لا يخلُ من الحنكة، معتمدًا على أسلوب “مُصيدة التسلل” لاجتياز العقبات ومواجهة أي اختراق من خصوم التنمية أو المتربصين بالمشاريع الإصلاحية. لم تمنعه المناورات السياسية ولا محاولات التشويش من التقدم بثبات، وكأنّه حارس مرمى خبير، يُراقب الميدان بعين ثاقبة، ويتدخل في اللحظة الحاسمة لصدّ كل محاولة قد تُجهض حلمًا أو تُعطّل ورشًا.

هكذا، يُثبت الشعراني يومًا بعد آخر أنه أهلٌ للقب “زامورا الناظور”؛ ذلك الحارس الذي لا يسمح بمرور الأهداف العشوائية، بل يصنع بخططه المحكمة انتصارات تنموية صامتة، وتحقيق مشاريع كبرى عميقة الأثر في وجدان الساكنة.

إنها بداية مرحلة جديدة، تُعيد للناظور وجهها الحقيقي، وتُعطي لأهلها ما طال انتظارهم له… والأهم، أنها تُبرهن على أن من يعمل بإخلاص وهدوء، قادر على تحقيق ما عجزت عنه ضوضاء الخطابات والوعود.

30/05/2025

Related Posts