في عملية أمنية نوعية، أوقفت السلطات الإسبانية يوم الاثنين الماضي امرأتين في مدينة ألكوركون، ضواحي مدريد، بتهمة التورط في أنشطة تتعلق بالتلقين الإرهابي، وفقًا لما أعلنته وزارة الداخلية الإسبانية يوم الجمعة.
وتعود بداية التحقيقات إلى عام 2024، بعد أن رصدت فرق مكافحة الإرهاب نشاطات مشبوهة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كانت المشرفات على هذه الحسابات يشاركن محتويات متطرفة ذات طابع جهادي، ويقمن بإعداد وتوزيع مواد مرئية ومكتوبة تُروج للفكر المتطرف والعنف.
وكشفت التحقيقات أن الموقوفتين كانتا تطّلعان بشكل منتظم على محتويات رقمية مرتبطة بتنظيم “داعش”، والتي تُستخدم في تلقين وتدريب الأفراد للانضمام إلى جماعات إرهابية. ولم تقتصر أنشطتهما على المشاهدة فقط، بل قامتا بإعادة نشر تلك المواد عبر حساباتهما الإلكترونية، حيث أنشأتا منصة رقمية تعمل بأسلوب أكاديمية افتراضية، تستهدف تحديدًا النساء، وتقوم تحت غطاء “التعليم الديني”، بنشر خطاب متطرف بين أوساط المسلمات.
كما أظهرت التحريات أن المتهمتين كانتا تُروّجان لخطاب يُبرر ويمجّد الأعمال الإرهابية، بل وعبّرت إحداهما عن دعمها لاعتداء عنيف نُفذ ضد ست نساء في مترو برشلونة خلال فبراير الماضي، مما أدى إلى إصابة إحداهن بجروح خطيرة.
وفي محاولة لإخفاء أنشطتهن المشبوهة، اتخذت الموقوفتان تدابير أمنية صارمة لتفادي تعقب الأجهزة الأمنية. لكن صباح الاثنين، تمكنت قوات الأمن من توقيفهما ومداهمة منزلهما المشترك، حيث عُثر على كميات كبيرة من الأجهزة الإلكترونية والوثائق، التي تخضع حاليًا للتحليل من قبل الخبراء المختصين.
وقد أُحيلت المتهمتان إلى المحكمة المركزية رقم 6 المختصة بقضايا الإرهاب، والتي قررت وضع إحداهن رهن الاعتقال الاحتياطي، بينما أُفرج عن الأخرى بشروط ومراقبة قضائية صارمة.
31/05/2025