شهد كورنيش مدينة السعيدية، المصنّفة كواحدة من أبرز الوجهات السياحية على الساحل المتوسطي، موجة استياء واسعة بعد تركيب أعمدة حديدية وقماش لتحديد مربعات خاصة بأصحاب المظلات والكراسي، في مشهد اعتبره العديد من الزوار والساكنة تشويهًا بصريًا ومساسًا بجمالية الواجهة البحرية.
ورغم أن الهدف الرسمي من العملية، بحسب الجهات المعنية، يتمثل في “تنظيم استغلال الشاطئ”، إلا أن الانتقادات وُجهت للطريقة التي تمت بها، وُصفت بأنها تفتقر للتخطيط، وتتعارض مع المعايير الجمالية والقانونية، خصوصًا مع غياب أي تنسيق حضري واضح.
الخطوة، التي اعتُبرت من قبل عدد من المتابعين المحليين خرقًا صريحًا لمقتضيات القانون 81.12 المتعلق بالساحل، جاءت في توقيت حساس، حيث تزامنت مع تعيين العامل الجديد على إقليم بركان، السيد عبد الحميد الشنوري، المعروف بصرامته الإدارية والتزامه بالحوكمة.
وسائل التواصل الاجتماعي عجّت بصور للأعمدة المنصوبة بشكل عشوائي، وسط تساؤلات عن الجهة التي رخصت لهذه العملية، وعن الخلفيات المحتملة وراء تنفيذها في هذا الشكل، خاصة وأن النقطة التي تم تخصيصها في الكورنيش سبق أن تحوّلت في مواسم سابقة إلى بؤرة مقلقة تمسّ الأمن العام.
مصادر محلية ربطت بين هذه الخطوة ومحاولات محتملة لإرباك الإدارة الجديدة، في إشارة إلى صراعات داخلية أو مصالح قائمة تسعى للحفاظ على مظاهر التسيب.
وفي ظل هذه التطورات، دعت فعاليات مدنية إلى:
– فتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات؛
– محاسبة كل من ثبت تقصيره أو تورطه؛
– إعادة النظر في كيفية تنظيم استغلال الشاطئ؛
– وتفعيل مقتضيات قانون الساحل بما يضمن حماية الفضاءات البحرية من أي تشويه أو استغلال غير قانوني.
يُذكر أن مدينة السعيدية تُراهن على الموسم الصيفي لإنعاش اقتصادها المحلي، ويأمل سكانها أن تكون هذه الواقعة نقطة انطلاق لإصلاحات أعمق، تحفظ جمالية المدينة، وتضمن حسن تدبير مرافقها الحيوية.
31/05/2025