شهدت العاصمة الفرنسية باريس، مساء السبت، سلسلة من الاعتداءات التخريبية استهدفت أربعة مواقع رمزية مرتبطة بالجالية اليهودية، من بينها نصب تذكاري للهولوكوست، وكنيسان، بالإضافة إلى مطعم يهودي، حيث تم تشويه هذه المعالم بطلاء أخضر، في حادثة أثارت موجة استنكار شديدة من قبل الحكومة الفرنسية والسلطات المحلية.
وتأتي هذه الاعتداءات في سياق توتر سياسي متصاعد، على خلفية اتهامات إسرائيلية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشن ما وصفته بـ”حملة صليبية” ضد إسرائيل، في ظل استمرار حرب غزة منذ أكتوبر 2023.
وأعرب وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتيللو، عبر منصة “إكس”، عن “اشمئزازه العميق من هذه الأفعال الشنيعة”، معتبرًا أنها تستهدف بشكل مباشر أفراد الجالية اليهودية في فرنسا. وأكد أن الأفعال المعادية للسامية تمثل أكثر من 60% من مجمل الحوادث ذات الطابع الديني في البلاد، محذرًا من أن اليهود أصبحوا الفئة الأكثر تعرضًا للتهديدات.
وفي هذا السياق، شدد الوزير على ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية حول دور العبادة والمرافق اليهودية، لاسيما مع اقتراب عيد الشفوعوت، داعيًا إلى اعتماد “تدابير صارمة ورادعة” لمواجهة تصاعد مظاهر الكراهية والتطرف.
وتعيش الجالية اليهودية في فرنسا – الأكبر عددًا في أوروبا – حالة من القلق المتزايد منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر 2023، والتي أسفرت، وفق الرواية الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 شخص في هجوم مفاجئ عبر الحدود شنّته فصائل فلسطينية مسلّحة.
وفي تطوّر آخر مثير للقلق، تم في مايو 2024 رصد كتابات غرافيتي حمراء على “جدار الصالحين” في باريس، وهو نصب تذكاري يكرّم الفرنسيين الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ اليهود من بطش النظام النازي إبان الاحتلال الألماني لفرنسا بين عامي 1940 و1944.
01/06/2025