kawalisrif@hotmail.com

جماعة كتامة … الجرح المنسي في جبال الريف رغم تقنين الكيف

جماعة كتامة … الجرح المنسي في جبال الريف رغم تقنين الكيف

كتامة – كواليس الريف 

في قلب جبال الريف شمال المغرب، تقف منطقة كتامة بإقليم الحسيمة، كواحدة من أغنى المناطق من حيث المؤهلات الطبيعية، لكنها في المقابل تعاني من تهميش مزمن طال البنية التحتية والخدمات الاجتماعية، رغم ارتباطها الوثيق بزراعة القنب الهندي (الكيف)، التي تُعد مصدر عيش لآلاف الأسر.

منذ الاستقلال، ارتبط اسم كتامة بزراعة الكيف، التي بدأت كنشاط تقليدي محدود، قبل أن تتحول إلى مورد اقتصادي رئيسي، بفعل غياب أي بدائل تنموية حقيقية. ورغم أهمية هذه الزراعة في دعم معيشة السكان، إلا أن المقاربة الرسمية طيلة عقود ظلت أمنية بالأساس، وهو ما أدى إلى عزل المنطقة عن مشاريع التنمية الوطنية، وإبقاء السكان في وضع هش قانونيًا واجتماعيًا.

تُعاني كتامة من ضعف واضح في البنية التحتية والخدمات العمومية. وتتمثل أبرز مظاهر هذا التهميش في :

— طرق غير مهيكلة تعرقل تنقل السكان والبضائع.

— مؤسسات صحية وتعليمية محدودة، مع تفشي الهدر المدرسي وغياب التجهيزات الأساسية.

— نقص الاستثمارات الاقتصادية وغياب فرص تشغيل الشباب.

أثار تقنين زراعة القنب الهندي لأغراض طبية وصناعية، بعد مصادقة البرلمان المغربي على القانون سنة 2021، آمالًا واسعة في صفوف سكان كتامة، الذين اعتبروه فرصة تاريخية لتصحيح مسار التنمية بالمنطقة. غير أن التفعيل الفعلي للقانون ظل محتشمًا، حيث اقتصرت الاستفادة على تعاونيات محدودة، دون أن تشمل الفلاحين الصغار أو تُمكن من خلق دينامية اقتصادية واسعة.

مطالب السكان :  تنمية عادلة وشفافة

يطالب سكان كتامة بـ:

— إطلاق مشاريع تنموية مستدامة تشمل البنية التحتية والمرافق الاجتماعية.

— إدماج فلاحي الكيف في سلاسل إنتاج قانونية تضمن الكرامة والمردودية.

— تشجيع التعليم ومحاربة الأمية والهدر المدرسي.

— تعزيز التمثيلية المحلية في المؤسسات المنتخبة لضمان إيصال صوت الساكنة.

وجه عدد من الفاعلين المحليين نداءً مفتوحًا إلى أبناء كتامة داخل الوطن وخارجه، من أجل الانخراط في دعم منطقتهم، من خلال الاستثمار في التعليم، إنشاء التعاونيات، والترافع من داخل المؤسسات، إضافة إلى الحفاظ على الهوية الأمازيغية والثقافة المحلية.

 

01/06/2025

Related Posts