على الرصيف الممتد بمحاذاة البحر ، وتحديدًا في قلب مدينة مرتيل، يرقد شباب متشرد ، نحيلو الجسد، تغطيهم ملابسهم الرثة أكثر مما تستره، تحت نظرات المارة التي تجمع بين الشفقة والاعتياد. تساؤلات كثيرة يطرحها المشهد دون إجابة واضحة: إلى متى سيظل هؤلاء الشباب ملقيون في العراء؟ وأين هي المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان وكرامة المواطن؟
في مدينة تعيش من وجهها السياحي وتراهن على جمالها الساحلي لجذب الزوار، يبدو أن وجهها الإنساني بات بحاجة إلى ترميم. فالسكوت عن مثل هذه المشاهد لا يعني سوى التطبيع مع واقع يهدد أبسط ما تبقى من ضمير جماعي. أليس من حق هؤلاء الشباب مأوى يضمن لهم الحد الأدنى من الكرامة؟ أليس من المفترض أن تتدخل الجهات المختصة قبل أن يتحول الشارع إلى قدر دائم لكل من قست عليه الظروف؟
صحيح أن الظاهرة معقدة، تتداخل فيها عوامل اقتصادية واجتماعية ونفسية، لكن الصحيح أيضًا أن دولة بحجم المغرب لا يجوز أن تُترك فيها الأرواح مشرّعة للبرد، والعطش، واللامبالاة.
هؤلاء الشباب المتشردين ليسوا مجرد حالات . هو سؤال مفتوح في وجه الجميع. سؤال عن مسؤولية المجلس الجماعي والمجتمع، كأفراد ومؤسسات. وهو نداء صامت، لكنه موجع، إلى من بيدهم القرار: وفروا المأوى … قبل أن يصبح الرصيف قبرًا علنيًا جديدًا في ذاكرة مدينةٍ بدأت تنسى أنها تحضن بشرًا قبل أن تستعرض مشاريعها.
01/06/2025