في مشهد تقشعر له الأبدان، وتُعجز الكلمات عن وصف بشاعته، استفاقت مدينة طنجة، زوال الأحد، على فاجعة إنسانية بكل المقاييس: جثة رضيع حديث الولادة، ملفوفة في قطعة قماش مهترئة، تُرمى بجوار طريق أحرارين كأنها شيء لا روح فيه… وكأن طفولته لم تبدأ حتى انتهت.
المشهد المروّع أوقف الزمن للحظة. مواطنون مذهولون، عيون دامعة، وقلوب تمزقها الحسرة، وسط تساؤلات تُخفي غضبًا مكتومًا: من الجاني؟ وأي قلب جاف ذاك الذي تجرأ على وأد البراءة بهذه الطريقة الوحشية؟
المصادر كشفت أن الجثة الصغيرة لا تزال طرية الولادة، ما يرجح فرضية أن الأم أو أحد الوالدين هو من تخلص منه فور ولادته، في سيناريو يلفه الغموض والريبة، ويطرح احتمالاً قاتماً: هل كانت ثمرة علاقة سرية؟ وهل صار الموت هو الحل لمولود بلا ذنب؟
السلطات لم تقف مكتوفة الأيدي. تطويق فوري لمكان الحادث، وصول عاجل للمصالح الأمنية، وبداية تحقيق دقيق تحت إشراف النيابة العامة، في محاولة لتفكيك خيوط هذه الجريمة التي هزّت الوجدان الجمعي لسكان المدينة.
وفيما تعيش الساكنة على وقع الصدمة، تظل الحقيقة عالقة بين جدران الصمت، في انتظار أن تفضح التحقيقات ما خفي… وتقول العدالة كلمتها في وجه هذا الظلم الذي طال ملاكًا لم يتعلم بعد كيف يصرخ.
02/06/2025