في خطوة أثارت الكثير من الجدل، أصدرت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية بيانًاضد المملكة المتحدة، على خلفية دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها المملكة المغربية لحل قضية الصحراء المغربية. البيان الذي وصف الموقف البريطاني بـ”غير المتوازن” و”المجحف”، يعكس استمرار الجزائر في سياسة الهروب إلى الأمام، ورفض أي مقترحات عملية لحل النزاع، حتى تلك التي تحظى بتأييد دولي واسع.
ويرى مراقبون أن الجزائر، بدلًا من الانخراط في دعم حل سياسي واقعي، تواصل تبني خطاب عدائي تجاه كل من يدعم المبادرة المغربية، رغم أن هذه الأخيرة وُصفت من قبل الأمم المتحدة ودول كبرى، مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا …. بـ”الجدية وذات المصداقية”.
بيان الخارجية الجزائرية لم يخلُ من التناقض، حيث تتحدث الجزائر عن دعم “حق تقرير المصير”، في الوقت الذي ترفض فيه الاعتراف بدورها الأساسي في النزاع، وتُنكر مسؤوليتها المباشرة رغم تورطها المعلن في دعم جبهة البوليساريو سياسيًا وعسكريًا.
ويرى محللون أن هذا التصعيد ضد بريطانيا يكشف عزلة دبلوماسية متزايدة تعيشها الجزائر على الساحة الدولية، خصوصًا بعد أن بدأت دول كبرى تعيد النظر في مواقفها التقليدية وتدعم حل الحكم الذاتي كصيغة سلمية تحقن الدماء وتضمن الاستقرار في المنطقة.
في الوقت الذي يتحرك فيه المغرب بثقة نحو الحلول الواقعية، تواصل الجزائر الرهان على أطروحات تجاوزها الزمن، مما يجعلها جزءًا من المشكلة بدل أن تكون طرفًا في الحل.
