كواليس الريف : ح – مختاري
عاد شبح تهريب المخدرات ليخيّم من جديد على أجواء ميناء الحسيمة، حيث تفيد معطيات موثوقة بأن شبكات التهريب الدولي عادت لتستغل هذا الميناء الاستراتيجي كمنفذ رئيسي لتهريب كميات ضخمة من الحشيش نحو الضفة الأخرى، مستفيدة من ثغرات أمنية خطيرة وغياب رقابة فعّالة.
وتوضح المصادر أن المهربين يعتمدون على قوارب الصيد التقليدية الراسية بالمرفأ لنقل شحناتهم إلى عرض البحر، حيث تنتظرهم زوارق سريعة على بعد يناهز 40 ميلاً، فيتم تفريغ الحمولات وتوجيهها مباشرة نحو السواحل الإسبانية.
ويعزو متابعون هذا التحول الخطير إلى ما وصفوه بغياب الرقابة الدقيقة داخل الميناء ، الأمر الذي منح المهربين هامشاً واسعاً من الحرية للتحرك داخل الميناء وكأنهم في مأمن من الملاحقة.
وتشير التحقيقات إلى أن نشاط هذه الشبكات يتم وفق تقسيم محكم للأدوار؛ بدءًا من شخص يُدعى محمد، صاحب مقهى يُقال إنه ينسّق مع المهربين ، مروراً بشخص يُعرف بـ”بوعيسى بوشلغم” يُعتقد أنه يسهّل إدخال الشحنات إلى الميناء بطرق ملتوية، وانتهاءً بمن يُلقب بـ”بوبرقاع”، المسؤول عن تحميل البضاعة في قوارب الصيد ونقلها إلى النقطة البحرية المحددة.
وأمام هذه المعطيات الخطيرة، تتعالى أصوات المواطنين والمجتمع المدني مطالبةً بفتح تحقيق شامل ونزيه، وتفعيل آليات المراقبة الصارمة، لما فيه من صون لهيبة الدولة وتعزيز لثقة المواطن في المؤسسات الأمنية.
02/06/2025
