kawalisrif@hotmail.com

رئيس مليلية يهاجم رئيس الحكومة الإسبانية خلال حلول بالثغر المحتل

رئيس مليلية يهاجم رئيس الحكومة الإسبانية خلال حلول بالثغر المحتل

خرج اليوم ، خوان خوسيه إمبروذا، زعيم الحزب الشعبي في مليلية، ورئيس حكومتها المحلية ، ليعلن أن زيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز ، التي جرت يومه الإثنين، لم تكن سوى عرض مسرحي هزلي، أو كما قالها بنفسه: “45 دقيقة من الفلاشات والكلمات المعلّبة، ثم طيران رئاسي في مروحية، كأننا في افتتاح فيلم وليس منشأة صحية” ( حسب إمبروذا ) .

ولأن إسبانيا تعيش منذ سنوات في ظل دراما حزبية لا تنتهي، فإن كل خطوة للحزب الاشتراكي لا بد أن تُقابل برد فعل من الشعبي، والعكس بالعكس. الزيارة التي روّج لها الإعلام الاشتراكي على أنها لحظة تاريخية لافتتاح “المستشفى الجامعي الجديد”، وصفها إمبروذا بأنها مجرد إعادة افتتاح لمركز رعاية أولية، بينما ما زال المستشفى الحقيقي في طور “التأمل العلاجي”.

وبنبرة مشوبة بالحسرة والسخرية، لم يفوّت إمبروذا الفرصة ليذكّر بأن المستشفى – الذي بالكاد يضم بعض العيادات الخارجية – هو ثمرة “زرع شعبي وسقي اشتراكي متقطع”. المشروع انطلق عام 2017، لكن على طريقة المشاريع الأندلسية القديمة: ببطء، تأمّل، وتبديل في النوايا. سبع سنوات من الانتظار، ليأتي سانشيز ويقصّ الشريط كما لو أنه بنى المصحة بيديه وهو يضع خوذة العمل.

لكن ما أغضب إمبروذا حقًا – وهو ما قاله بوضوح – ليس فقط “سرقة الإنجاز”، بل “الاستعراض الأمني الفاضح” المصاحب للزيارة. سيارات الشرطة والحرس المدني ، طوّقت المكان كأننا في قمة الناتو، بينما سيارات الإسعاف ( أو بالأصح، السيارة الوحيدة المتوفرة )  كانت على أهبة الاستعداد… ولكن لخدمة رئيس الحكومة، لا سكان المدينة ( حسب إمبروذا ) .

أما التكوين الطبي، فحدث ولا حرج. خمس مناصب داخلية للأطباء (MIR)؟ يُقال إن الحكومة تعلنها كل سنة، كمن يقدّم “هدية رأس السنة” نفسها مرارًا، ثم يتساءل لماذا لا تفرح الناس.

ولأن إمبروذا رجل صاحب ذاكرة فولاذية، فقد عاد بالزمن إلى عهد خوسيه لويس ثاباتيرو، ليذكّرنا كيف كان الشعبي آنذاك يرفض المشاريع الاستشفائية حين تكون رائحتها “سياسية أكثر من طبية”. واليوم، على حد تعبيره، يُكرَّر السيناريو، ولكن مع رتوش سوشيال ميديا وزخرفة بروتوكولية.

السجال بين الحزبين لم يعد صراعًا سياسيًا بقدر ما هو سباقٌ في من يصرخ أعلى، ومن يستطيع إعادة تدوير نفس التصريحات بعد كل زيارة رسمية. الاشتراكيون يقصّون الأشرطة، والشعبيون يوزّعون دروس الأخلاق ودفاتر التاريخ.

 

 

02/06/2025

Related Posts