الرباط – كواليس الريف
أصدرت مؤسسة محمد خضير الحموتي “المجاهد الإفريقي” لحفظ ذاكرة الريف وشمال إفريقيا، بيانًا شديد اللهجة ردًا على التصريحات الأخيرة لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، التي هاجمت موقف المملكة المتحدة الداعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، واعتبرت المؤسسة أن ما صدر عن الجزائر يعكس “ارتباكًا دبلوماسيًا واضحًا أمام تنامي الدعم الدولي للمبادرة المغربية”.
وأكدت المؤسسة أن تأييد لندن لمبادرة الحكم الذاتي لا يُعد موقفًا معزولًا، بل يندرج ضمن مسلسل الاعتراف الدولي المتنامي بجدية ومصداقية المقترح المغربي، كما أقرّت بذلك قوى كبرى وفاعلة على الساحة الدولية، من بينها الولايات المتحدة، ألمانيا، إسبانيا، وبلدان إفريقية وعربية عديدة.
وشدد البيان على أن “الهجوم الجزائري المتكرر على المبادرة المغربية يكشف تمسك النظام الجزائري بخطاب عدائي تجاوزه الواقع، متجاهلًا بذلك قرارات مجلس الأمن التي تؤكد على حل سياسي واقعي وتوافقي، في مقابل دعم جزائري مفتوح لكيان انفصالي مسلح لا يمتلك أي شرعية شعبية أو قانونية”.
وأعربت المؤسسة عن أسفها لما وصفته بـ”الإنكار المستمر لدور الجزائر المباشر في النزاع، رغم احتضانها لقيادات البوليساريو، ودعمها السياسي والمالي والعسكري المستمر للجبهة الانفصالية”، معتبرة أن ادعاء الجزائر الحياد “مجرد محاولة للتنصل من المسؤولية الدولية”.
ورفضت المؤسسة بشدة ما ورد في بيان الخارجية الجزائرية من وصف لمبادرة الحكم الذاتي بـ”الاحتلال”، مؤكدة أن هذا الادعاء يفتقر إلى أي سند قانوني أو أخلاقي، ويتجاهل الإرادة الحرة لسكان الأقاليم الجنوبية الذين “يشاركون بفعالية في الحياة السياسية والمؤسساتية والاقتصادية للمملكة، بخلاف الوضع الإنساني المأساوي للصحراويين القابعين في مخيمات تندوف”.
وفي سؤالها الموجّه للسلطات الجزائرية، تساءلت المؤسسة: “عن أي صحراويين تتحدث الجزائر؟ هل أولئك المحرومون من حرية التعبير والحركة في تندوف؟ أم الأغلبية الساحقة التي اختارت الانخراط في مسار التنمية والديمقراطية داخل وطنها الأم؟”.
واختتمت مؤسسة محمد خضير الحموتي “المجاهد الإفريقي” بيانها بالتأكيد على أن المملكة المغربية تمضي بثقة في تنزيل النموذج التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية، ضمن رؤية وطنية شاملة، في احترام تام للشرعية الدولية، مع دعوة الجزائر إلى الكفّ عن تمويل الانفصال وتغذية النزاع، وتوجيه مواردها نحو خدمة تطلعات شعبها في التقدم والاستقرار.
02/06/2025