أثار الحفل الرسمي لتوديع الحجاج المقيمين بمدينة مليلية المحتلة، المنظم يوم الجمعة 30 ماي المنصرم، موجة استياء في صفوف عدد من الفاعلين المحليين، وذلك بسبب تصريحات منسوبة لعمر دودوح الفونتي، العامل الملحق بوزارة الداخلية والمشرف على هذه العملية منذ أزيد من ثلاثة عقود. وقد وُصفت كلمته خلال المناسبة بـ”المستفزة” و”الذاتية”، حيث طغت عليها لغة تمجيد الذات واستحضار ماضيه النضالي المزعوم، متجاهلاً الأدوار المحورية لمؤسسات الدولة، وعلى رأسها المؤسسة الملكية، وكذا جهود الشعب المغربي في دعم قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وجاء في بلاغ صادر عن المستشار البرلماني السابق ورئيس المجلس الجماعي لبني أنصار وفرخانة سابقاً، يحيى يحيى، أن دودوح تجاهل واجبات موقعه كممثل للدولة، واكتفى بالترويج لسيرته الشخصية وانتمائه السابق للحزب الاشتراكي الإسباني، وهو ما أثار تساؤلات جدية حول مدى ولائه للمغرب، خاصة أنه سبق أن صرّح علناً بحمله للجنسية الإسبانية إلى جانب أفراد عائلته. كما اتُهم بالضلوع في تجاوزات تتعلق بعملية انتقاء الحجاج، وسط حديث عن تلاعبات واستفادة غير مستحقيها، في غياب الشفافية والمساءلة، وهو ما يستدعي – بحسب البلاغ – تدخلاً فورياً من الجهات المختصة.
وسلط البلاغ الضوء على ممارسات مثيرة للجدل، منها إطلاق اسم عمر دودوح على أحد الشوارع المؤدية إلى المعبر الحدودي ببني أنصار، بتنسيق من أعضاء في المجلس الجماعي يحملون الجنسية الإسبانية، بالإضافة إلى محاولة سابقة لإقامة نصب تذكاري للماريشال أمزيان لولا تدخل وزارة الداخلية. وختم يحيى يحيى بلاغه بالتأكيد على ثقته في مؤسسات الدولة المغربية وقدرتها على تصحيح المسار، داعياً المواطنين إلى اليقظة والتشبث بالولاء للوطن في مواجهة كل أشكال الازدواجية والتلاعب.
03/06/2025