في قلب وادي النكور، حيث تشقّ السيارات طريقها بصعوبة عبر مسلك ترابي متعرّج، تعيش ساكنة جماعة أربعاء تاوريرت، بإقليم الحسيمة، وخاصة دواوير ازتمان، الواد، آيت علي موسى، وآيت يوسف، معاناةً يومية تصل حد الكارثة.
طريقٌ يبلغ طوله 25 كيلومترًا لا يعدو كونه أثرًا ترابيًا تشكّل بفعل مرور المركبات، يتحوّل إلى كابوس حقيقي بفعل وعورته الشديدة، إذ تملؤه الحفر والحجارة.
ورغم التقدّم التكنولوجي والعمراني الذي يشهده العالم، لا تزال هذه الساكنة تعيش وكأنها في زمن منسي، حيث يتحوّل التنقّل العادي إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر. يُجبر الأهالي يوميًا على تحمل مشقة الطريق، سواء للذهاب إلى الأسواق المحلية، أو نقل المرضى، أو حتى لقضاء الحاجات الأساسية.
المناشدات المتكرّرة للساكنة لم تلقَ أي استجابة من الجهات المعنية، وكأن أصواتهم لا تصل، أو كأن مصيرهم محكوم عليه بالإهمال والنسيان. الطريق، الذي يُفترض أن يكون شريانًا حيويًا يربط بين الدواوير، تحوّل إلى رمز للعزلة والمعاناة.
لقد حان الوقت لإنهاء هذه المأساة! فتعبيد هذا الطريق ليس ترفًا، بل حقٌّ أساسي من حقوق العيش الكريم. الساكنة تنتظر خطوةً جادة من المسؤولين لإنصافها وإنهاء هذا الوضع الكارثي، قبل أن تتحوّل المعاناة إلى فاجعة لا تُحمد عقباها.
03/06/2025