في مشهد مهيب يختلط فيه وهج المحركات بدقة الانقضاض، تواصل القوات المسلحة الملكية، في سرية وحزم، تنفيذ مناورات وتداريب ليلية على متن مروحيات “AH-64 Apache” القتالية المتطورة، في ضواحي مدينة خريبݣة. تدريبات توحي بما لا يدع مجالًا للشك أن المغرب يراكم خبرات قتالية ويبعث برسائل حازمة مفادها أن السيادة تُحمى بالقوة، والتحديات تُواجه بالإعداد والتأهب.
وسط الظلام، تعلو أصوات المروحيات القتالية وهي تشق السماء بصرامة، مستعرضة قدرات هجومية دقيقة في مهام ليلية تحاكي سيناريوهات معقدة، من مكافحة التسلل والتخريب، إلى الضربات الجوية المركزة. عناصر النخبة من القوات الجوية الملكية تعمل في تناغم مبهر مع وحدات الدعم الأرضي، تحت قيادة صارمة ومخطط استراتيجي متقدم، يهدف إلى الرفع من الجاهزية العملياتية للقوات في كافة الظروف.
وتأتي هذه التداريب في إطار برنامج تأهيل شامل، يعكس التوجه الحازم للمملكة نحو تطوير ترسانتها الدفاعية، بعد اقتنائها لمجموعة من مروحيات الأباتشي الأمريكية، والتي تُعد من بين أخطر المروحيات الهجومية في العالم بفضل قدرتها الفائقة على الرصد والتدمير في ظروف بالغة التعقيد.
إن اختيار خريبݣة كمسرح لهذه التداريب ليس اعتباطيًا، فالمنطقة تشكل صلة وصل حيوية في جغرافيا المملكة، وتؤهلها طبيعتها الميدانية لتنفيذ سيناريوهات تحاكي الحروب الحقيقية. كما أن تزامن هذه التحركات مع سياقات إقليمية ودولية دقيقة، يُقرأ كإشارة ضمنية بأن المغرب لا يكتفي بالمراقبة، بل يستعد ويتأهب، واضعًا أمنه القومي في صدارة أولوياته.
المناورات الليلية الحالية ليست مجرد استعراض عضلات، بل هي جزء من عقيدة عسكرية جديدة تتأسس على الردع والجاهزية القصوى، في ظل عالم مضطرب تتغير فيه قواعد اللعبة الجيوسياسية.
بين الظلال والشرر، يبرهن الجيش المغربي مرة أخرى أنه جيش لا ينام، يُدرب نخبه على أعلى مستويات الاحتراف، ويُتقن استخدام أدوات الردع الحديث. خريبݣة لم تنم هذه الليالي، ليس خوفًا… بل فخرًا، وهي ترى أجنحة الوطن تحلق لحمايته.
03/06/2025
