kawalisrif@hotmail.com

مليلية المحتلة :     تبعات إفتتاح مستشفى جديد من طرف رئيس الحكومة الإسبانية … لا تجهيزات ولا أطر طبية !!

مليلية المحتلة :     تبعات إفتتاح مستشفى جديد من طرف رئيس الحكومة الإسبانية … لا تجهيزات ولا أطر طبية !!

أثار افتتاح المستشفى الجامعي الجديد في مدينة مليلية المحتلة موجة انتقادات شديدة من قبل الهيئات الطبية المحلية، وعلى رأسها “الهيئة الرسمية لأطباء مليلية” و”النقابة الطبية لمليلية”، معتبرين أن هذا الافتتاح لا يعدو كونه “استعراضًا شكليًا بلا مضمون”، لكونه لم يواكبه توفير الموارد البشرية الضرورية لضمان تشغيل فعلي وفعّال للمرفق.

وفي بيان مشترك، عبّر الأطباء عن استغرابهم من تدشين مستشفى مجهز بأحدث التجهيزات التقنية دون أن تتوفر فيه خدمات أساسية كالأَسِرّة الطبية، ووحدات العناية المركزة، وقسم الطوارئ، مما يجعل المستشفى، في وضعه الحالي، بعيدًا عن التشغيل الكامل، والذي لا يُتوقع أن يتحقق قبل مرور ستة إلى ثمانية أشهر على الأقل، حسب تقديراتهم.

وانتقدت الهيئة الطبية تجاهل وزارة الصحة لمطالب الأطباء المتكررة بعقد لقاءات حوار، حيث صرحوا: “الوزيرة مونيكا غارسيا حصلت على الصورة، أما نحن فما زلنا ننتظر الاجتماع الذي طالبنا به منذ نوفمبر 2023”. وأعربوا عن استيائهم من تغليب الوزيرة للبعد الإعلامي على حساب معالجة القضايا الحقيقية للقطاع الصحي بالمدينة.

رئيس الهيئة، الدكتور خوستو سانتشو-مينانو، أشار إلى أن افتتاح البناية يُعتبر خطوة إيجابية من حيث البنية التحتية، لكنه شدد على أن “النقص الحاد في الكوادر الطبية هو العقبة الكبرى أمام النهوض بالقطاع الصحي في مليلية”. وأضاف: “من دون أطباء، وممرضين، وتقنيين، ومساعدين، لن يُمكن لأي مستشفى أن يؤدي وظيفته كاملة”.

كما ذكّرت الهيئة بأن مدينتي سبتة ومليلية تم تصنيفهما قبل أكثر من عامين كمناطق ذات صعوبة في التغطية الصحية، غير أن الحكومة المركزية لم تتخذ أي تدابير فعالة لتجاوز هذا الوضع. وتساءلوا: “لماذا لا تلتقي الوزيرة بالأطباء؟ لماذا تصمّ آذانها عن أصوات من هم في الميدان؟”

من جهتها، عبّرت رئيسة النقابة الطبية بمليلية، إليزابيث غارسيا كورتاكيرو، عن “خيبة أمل شديدة” إزاء ما وصفته بـ”الافتتاح السياسي الفارغ”، مؤكدة أن المركز الصحي لا تتوفر فيه الشروط الأساسية ليُقدم كمنشأة جاهزة للعمل، خصوصًا أن العمل يقتصر فقط على بعض الاستشارات الخارجية.

وأضافت: “ما حدث لا يمكن أن يُسمى افتتاحًا. هذه الكلمة أكبر بكثير مما جرى فعليًا”. وانتقدت اقتصار زيارة رئيس الحكومة والوزيرة على التقاط الصور الدعائية دون اتخاذ خطوات حقيقية لحل المشاكل البنيوية التي تعاني منها المنظومة الصحية في مليلية.

وتابعت كورتاكيرو حديثها منتقدة الوزيرة، التي تنتمي هي الأخرى إلى الجسم الطبي، لعدم وفائها بوعودها بالجلوس مع الأطباء منذ تسلمها منصبها، رغم استمرار الإضراب الطبي الذي انطلق في مارس 2023.

كما لفتت النقابة الانتباه إلى غياب الحد الأدنى من التجهيزات في المستشفى الجديد، قائلة: “نريد افتتاحًا منظّمًا ومنشأة مجهزة بشكل كامل. حاليًا، لا يتوفر حتى الورق في الطابعات”.

وأعربت عن قلقها إزاء النقص الخطير في عدد المتخصصين، مشيرة إلى أن مصلحة الغدد الصماء لا تضم سوى طبيب واحد، بينما اختصاص الأمراض الجلدية يُغطى بطبيب يزور المدينة مرة واحدة شهريًا. وأضافت: “جميع أطباء المسالك البولية تقريبًا على أبواب التقاعد. لا يمكننا أن نُخدع ببناء جميل وتقنيات متطورة إن كان ينقصه العنصر البشري”.

وفي ختام المواقف المشتركة، شددت كل من الهيئة الطبية والنقابة على أن مليلية “تحتاج إلى ما هو أكثر من البنايات والأجهزة الحديثة: تحتاج إلى التزام جدي بضمان حق السكان في الرعاية الصحية اللائقة”. وأضافوا: “المنظومة الصحية لا تُبنى بالإسمنت فقط، بل بالكفاءات البشرية. ومليلية تفتقر بشدة إليها اليوم”.

03/06/2025

Related Posts