في تطور مفاجئ يعكس هشاشة التوازنات على الحدود الشرقية لموريتانيا، تمكن الجيش الموريتاني أول أمس، من إحباط محاولة تسلل خطيرة قامت بها مجموعة مسلحة تابعة لجبهة البوليساريو، حاولت العبور سرًا إلى الأراضي الموريتانية.
وبحسب ما كشفته مصادر متطابقة، أن مجموعة من مسلحي البوليساريو كانت تستقل مركبات محمّلة بالسلاح، في مهمة تستهدف شن عمليات على مواقع القوات المسلحة الملكية المغربية. غير أن يقظة الجيش الموريتاني قلبت الموازين، حيث رصدت طائرة مسيّرة تابعة له تحركات القافلة منذ لحظة دخولها، مما اضطرها في نهاية المطاف إلى التراجع والعودة إلى قواعدها في مخيمات تندوف.
ويأتي هذا التطور الساخن بعد أيام فقط من استقبال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني وفدًا من جبهة البوليساريو، برئاسة حمه سلامه، الذي سلّمه رسالة شخصية من زعيم الجبهة إبراهيم غالي. ورغم الطابع الدبلوماسي الظاهري للقاء، إلا أن خلفياته الأمنية بدأت تتكشف سريعًا.
ما زاد من غموض اللقاء، هو الطابع غير المألوف لحضوره؛ إذ شمل شخصيات أمنية وعسكرية رفيعة، بينها مدير الأمن الخارجي ومسؤولون من الجانبين، في إشارة واضحة إلى أن الاجتماع لم يكن مجرد مجاملة بروتوكولية، بل جاء في سياق ترتيبات أمنية دقيقة تمليها التطورات الميدانية على الحدود.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن توترًا غير معلن يسود بين نواكشوط وقيادة البوليساريو، خاصة بعد أن عزز الجيش الموريتاني انتشاره في مناطق حدودية كانت الجبهة تعتبرها مجالاً للتحرك، بالتزامن مع إغلاق معبر غير رسمي مع الجزائر.
وتتزامن هذه التوترات مع تزايد الدعم الدولي والإقليمي للموقف المغربي بشأن قضية الصحراء، الأمر الذي يعمّق عزلة البوليساريو على الساحة السياسية، ويدفعها إلى تحركات أكثر جرأة .
04/06/2025