الملك فيليبي السادس يشارك في احتفال خاص على إنستغرام بشرح لوحة “لاس مينيناس” احتفاءً بألف بث مباشر لمتحف البرادو

منذ عام 2017، وفي كل صباح من أيام الأسبوع عند الساعة 9:50، يطلّ خافيير ساينث وهيكتور باخاريس، المسؤولان عن التواصل الرقمي في متحف البرادو، عبر بث مباشر على إنستغرام لتحية مئات المتابعين قبل فتح أبواب المتحف للزوار. لكن هذا الثلاثاء كان مميزًا للغاية: البث المباشر رقم 1000 على المنصة التي تجاوز عدد متابعيها 1.2 مليون شخص.

ولمناسبة هذا الإنجاز، اختار الفريق الحديث عن واحدة من أعظم روائع المتحف: لوحة “لاس مينيناس” للرسام دييغو فيلاثكيث. لكن المفاجأة كانت أن من سيشرحها لم يكن مرشدًا فنيًا أو أحد موظفي المتحف، بل شخصية خاصة جدًا: الملك فيليبي السادس.

ظهر الملك من قصر “لا ثارثويلا” عبر جهاز لوحي، وخلفه نسخة من اللوحة الشهيرة، ليبدأ حديثه قائلاً: “صباح الخير للجميع، وخصوصًا لمتابعي متحف البرادو الذين يفوق عددهم 1.2 مليون. أما حسابنا الملكي (CasaReal.es) فاقترب من 800 ألف، ونحن نلحق بكم!”، قالها مازحًا.

ثم انطلق يشرح تفاصيل اللوحة التي تعود لعام 1656، والتي وصفها بأنها “واحدة من أكثر الأعمال شهرة في العالم”. واعتبر الملك أن فيلاثكيث هو “من أعظم الفنانين الإسبان”، مشيرًا إلى أن هذا العمل يعكس روعة العصر الذهبي الإسباني.

توقف الملك عند عدة عناصر بارزة في اللوحة، منها ظهور الرسام نفسه وهو يرسم، والرموز الكثيرة التي تحتويها، مثل الصليب المضاف لاحقًا على صدر فيلاثكيث. وشرح أيضًا الشخصيات المختلفة في اللوحة:

-الطفلة إنفانتا مارجريتا

-الوصيفتان ماريا أغوستينا سارمينتو وإيزابيل دي فيلاسكو

-القزمان ماري باربولا ونيكولاسيتو بيرتوساتو

-الدوقة مارسيلا دي أُيُوا والحارس المرافق

-خوسيه نيتو، بوّاب الملكة، الظاهر في الخلفية

وأخيرًا، الملك فيليبي الرابع وزوجته ماريانا من النمسا المنعكسين في المرآة

قال فيليبي السادس: “هناك العديد من التفسيرات للوحة. بعض النقاد والمؤرخين قضوا سنوات يحاولون فك شفراتها، حتى أن البعض تحدث عن ‘متلازمة إرهاق لاس مينيناس’. لكن فيلاثكيث لا يقدّم لنا أجوبة. بل يدعونا للتفكير، وهذا ما يجعل عمله خالدًا”.

ازدادت شعبية هذه البثوث منذ جائحة كورونا، حين فُرضت القيود على التنقل. وبيّن المتحف أن متوسط أعمار متابعيه على إنستغرام يتراوح بين 25 و35 عامًا، بينما لجأ إلى “تيك توك” لاستقطاب جمهور أصغر سنًا، حيث تجاوز عدد المتابعين هناك 600 ألف، وهو رقم قياسي لمتحف عالمي.

وقد أثمر هذا الحضور الرقمي عن جوائز دولية مرموقة، منها “جوائز الويببي” المعروفة بلقب “أوسكار الإنترنت”، إضافة إلى جوائز تشيد بجهود المتحف في التثقيف عبر الشبكات.