شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، صباح يوم الأربعاء، توترًا كبيرًا بعد برمجة محاضرة لرئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني حول موضوع “الصحة النفسية” .
ونظرًا لمحاولة مجموعة من الطلبة المناهضين للتطبيع مع إسرائيل، عرقلة النشاط واحتجاجهم القوي، اضطرت إدارة الكلية إلى نقل المحاضرة من قاعة الندوات إلى قاعة مغلقة وخاصة تحت حماية مشددة.
وقد تطورت الأمور ميدانيًا إلى احتكاكات بين الطلبة والحضور الأمني، ووفقًا لمنشور آخر صادر عن “Voix Des Étudiants”، فقد تم التنديد بمحاولة دهس أحد الطلبة من طرف سيارة يُزعم أنها كانت تقل سعد الدين العثماني، ما اعتبرته الجماهير الطلابية استفزازًا خطيرًا يمس حياتهم ويُظهر ما وصفوه بـ”الاستهتار بكرامة ووعي الطلبة الرافضين لبيع الجامعة في سوق التطبيع”.
ويُعَدّ هذا الحدث نموذجًا لحالة الرفض الطلابي المتزايد لأي مظهر من مظاهر التطبيع الأكاديمي أو السياسي، وهو ما فتح نقاشًا واسعًا داخل الوسط الجامعي المغربي حول حدود حرية التعبير ومكانة الجامعة كفضاء مستقل للفكر والنقاش المسؤول.
ويبدو أن الصحة النفسية التي كانت محور المحاضرة قد احتاجت بدورها إلى جلسة علاج جماعي، بعدما تحولت القاعة إلى مسرح للمشاحنات والاتهامات. فأن يُناقش موضوع “الصحة النفسية” في ظل أجواء مشحونة بالتوتر السياسي، يشبه تمامًا محاولة تعليم فن الهدوء وسط زحام محطة قطار في ساعة الذروة. أما الجامعة، فما زالت تحاول موازنة شعارات الاستقلالية مع واقع الدعوات الرسمية، في مشهد يُذكرنا بأن العقل السليم قد يحتاج أحيانًا إلى مكان غير الجامعة ليحظى ببيئة سليمة.