أثار ظهور زعيم الحزب الشعبي الإسباني، ألبيرتو نونيث فيخو، من مدينة مليلية الخاضعة للسيطرة الإسبانية، جدلاً واسعاً بعد أن وجه انتقادات حادة للحكومة الإسبانية برئاسة بيدرو سانشيز، متهماً إياها بـ”الانحلال الأخلاقي والانهيار المؤسسي”.
وقد اعتبر مراقبون أن اختيار فيخو إطلاق هذا الخطاب من مليلية، المدينة التي تُعدّ منطقة متنازعاً عليها ويطالب المغرب باستعادتها، يعكس مفارقة رمزية، إذ دعا الزعيم المحافظ إلى “استعادة الكرامة الوطنية” من أرض يُنظر إليها من قبل شريحة من الرأي العام الإقليمي والدولي على أنها رمزٌ لفقدان السيادة.
وتأتي تصريحات فيخو في سياق تصاعد التوتر السياسي في إسبانيا، وسط مطالبات متكررة بإجراء انتخابات مبكرة. غير أن توقيت ومكان خطابه أثارا انتقادات من بعض المتابعين الذين رأوا في كلماته تجاهلاً لحساسية الوضع السياسي والتاريخي لمليلية، واستخداماً رمزياً لمكان مثير للجدل لتحقيق مكاسب داخلية.
من جهته، دعا فيخو الإسبان إلى “فتح أعينهم” على ما وصفه بـ”حالة الانحدار التي وصلت إليها البلاد”، مؤكداً أن التغيير ضروري لحماية ما تبقى من “الكرامة الوطنية”. إلا أن تلك التصريحات وُوجهت بالتساؤل حول مدى اتساقها مع القيم الديمقراطية، خاصة عندما تصدر من منطقة لم تُتح لسكانها فرصة تقرير المصير.
ويأتي هذا الجدل في وقت تشهد فيه إسبانيا تجاذبات سياسية محتدمة، فيما يرى البعض أن الشعارات الأخلاقية والسيادية تُستخدم بشكل انتقائي في إطار التنافس الحزبي.
04/06/2025