في تطوّرٍ مثير ، تلقّى الخضير الحموتي، نجل المجاهد الإفريقي الكبير محمد الخضير الحموتي، إشعارًا مفاجئًا أثناء عودته إلى مسقط رأسه بني انصار، بعد مشاركته في عدة أنشطة وطنية، يُفيد بعزم السلطات هدم مركز المقاومة التاريخي، أحد أبرز رموز الذاكرة الوطنية ومهد الثورة في المغرب الكبير.
وقد أثار هذا الخبر صدمةً واسعة في الأوساط المحلية وبين المهتمين بتاريخ الريف والمقاومة، خصوصًا أن الشهيد محمد الخضير الحموتي، المعروف بلقب “تشي غيفارا شمال إفريقيا”، يُعدّ من أعلام الكفاح التحرري في شمال إفريقيا، وكان من أوائل من قدّموا المال والنفس دعمًا لجبهة التحرير الوطنية وثوار الجزائر، كما كان من الشخصيات المقرّبة من الملك الراحل الحسن الثاني، ضمن ديوانه الملكي مكلف بمهمة.
إشعار الهدم، الذي جاء عبر مكالمة من عون سلطة، بعثر آمال تحويل المركز إلى متحف وطني يوثّق لتاريخ الريف المجيد. وبدلًا من أن يتحوّل إلى منارة تاريخية تحفظ ذاكرة الأجيال، بات مهدّدًا بالزوال، في ظل صمت رسمي يثير الكثير من التساؤلات.
في المقابل، دخلت مؤسسة محمد الخضير الحموتي لحفظ ذاكرة الريف وشمال إفريقيا في حالة استنفار قصوى، حيث عقدت اجتماعًا طارئًا عبر تقنيات التواصل عن بُعد لدراسة خلفيات القرار. وكشفت مصادر خاصة لـ”كواليس الريف” أن المؤسسة تعتكف في هذه اللحظة على إصدار بيان شديد اللهجة، مع دراسة خطوات احتجاجية، من بينها الاعتصام بعين المكان، رفضًا لما وصفته بـ”جريمة تاريخية مرتقبة في حق ذاكرة الريف وشهدائه”.
تسريبات خطيرة تحدّثت عن وجود اتصالات على مستوى عالٍ، وعن نية المؤسسة تدويل القضية في حال لم يتم التراجع عن القرار، ما يُنذر بتصعيد غير مسبوق.
وفي ظل هذا التوتر المتصاعد، حاولت “كواليس الريف” التواصل مع الخضير الحموتي، لكن هاتفه ظل يرن دون رد، ولم يتسنَّ لنا الحصول على تصريح رسمي حتى لحظة تحرير هذا البيان المرتقب.