kawalisrif@hotmail.com

بعد زيارة رئيس الحكومة الإسبانية أول أمس … غريمه الشعبي فيخو ذميم السياسة في الجارة الشمالية يحل بمليلية

بعد زيارة رئيس الحكومة الإسبانية أول أمس … غريمه الشعبي فيخو ذميم السياسة في الجارة الشمالية يحل بمليلية

حطّ رئيس الحزب الشعبي، ألبيرتو نونييث فيخو، رحاله في مليلية المحتلة يومه الأربعاء ، 4 يونيو الجاري، وكأنّه جنرال قادم لـ”تحرير” المدينة من البطالة المزمنة والأزمة الإقتصادية .

الزيارة، التي لا تخلو من البهرجة الانتخابية، بدأت بتوقيع دراماتيكي في السجل الذهبي للمدينة، التي يحكمها حزبه ( الشعبي ) ذاك الدفتر الذي بات يلتهم التوقيعات كما تلتهم الحملات الانتخابية الوعود … أما واقع المدينة؟ فله الله، والتاريخ، والجغرافيا.

ولأنّ موسم الانتخابات في إسبانيا لا يكتمل دون شدّ الحبل بين القطبين العدوين ، الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي الحاكم ، لم يجد فيخو حرجًا في شدّ الرحال نحو التراب المغربي المحتل ليجني أصواتًا على حساب السيادة، ويؤكد من شرفة فندق “مليلية بويرتو” أنه لا شيء يُحرّك المشاعر الإسبانية مثل الحديث عن “حدود الأمة”.

افتتح العرض الانتخابي رئيس الحزب الشعبي المحلي، خوان خوسيه إمبروضا، بخطاب بدا وكأنه قادم من زمن فرانكو، متحدثًا عن “الانتماء الوطني” و”الهوية الإسبانية”، متناسيًا – ربما عن قصد – أن المدينة التي يتحدث منها ليست سوى ثمرة استعمار جغرافي لا يزال قائمًا حتى إشعار آخر.

أما جولة فيخو وسط المدينة، فقد تحوّلت إلى نزهة انتخابية مصوّرة بعناية، مرّ فيها بين المارة كما يمرّ الممثل وسط كومبارس. الوجوه تبتسم، الكاميرات تلتقط، والتاريخ… يتألم في صمت.

هكذا، وبكل بساطة، تُحوّل قضية استعمارية إلى فرصة انتخابية، وتُختزل مدينة محتلة في ركن من أركان الدعاية السياسية. وهكذا أيضًا، تستمر مدريد في تصدير أوهام السيادة على مدينتين مغربيتين، وكأن أوراق الاقتراع تملك صلاحية إعادة رسم الخرائط.

04/06/2025

Related Posts