خطر يداهم واحدة من أقدس رموز الذاكرة الوطنية والمغاربية،بعد غن فجّرت الأنباء المتداولة احتمال هدم “دار المقاومة للمغرب الكبير” ، الواقعة ببني انصار ، إقليم الناظور، موجةً من الاستياء وسط الرأي العام، المحلي والمغاربي . فهذه المعلمة التاريخية، التي أسسها وقادها الشهيد محمد الخضير الحموتي، الملقّب بـ”تشي غيفارا شمال إفريقيا”، ليست مجرد جدران من حجر، بل رمز حيّ لذاكرة نضال شعوب المنطقة ضد الاستعمار والاستعباد.
في تدوينة استباقية نشرتها المؤسسة قبيل صدور بيانها الرسمي، أعربت مؤسسة محمد الخضير الحموتي “المجاهد الإفريقي” لحفظ ذاكرة الريف وشمال إفريقيا عن بالغ قلقها واستيائها الشديد من هذه التطورات المؤسفة، التي تمسّ صميم الكرامة التاريخية للمنطقة، وتهدد بمحو أحد أعمدة الوعي التحرري لشعوب المغرب الكبير.
وفي وقتٍ تتقاطر فيه رسائل الدعم والتضامن من مؤسسات وهيئات وطنية ودولية، أكدت المؤسسة أنها دخلت حالة استنفار قصوى، وانطلقت في مشاورات موسعة مع المتعاطفين والداعمين داخل المغرب وخارجه، في خطوة تهدف إلى توحيد الصفوف، وحشد الجهود لمواجهة هذا تهديد مسح دار ذاكرة المقاومة .
وقد عبّرت المؤسسة عن امتنانها لزيارة عامل إقليم الناظور لموقع دار المقاومة ، في الساعات الأولى من صباح يومه الخميس ، واعتبرتها بادرة مشجعة تعكس وعيًا أوليًا بأهمية هذا المعلم التاريخي، لكنها شددت في المقابل على أن القضية تتجاوز الزيارات البروتوكولية، وتتطلب قرارات شجاعة وحاسمة لحماية هذا الإرث من “الإعدام المعماري” المحتمل.
كما أعلنت المؤسسة أنها تدرس كل الخيارات الممكنة، بما في ذلك اللجوء إلى المنتظم الدولي، وتكثيف الحملة الإعلامية، وحتى تدويل الملف إذا اقتضى الأمر، دفاعًا عن كرامة الريف، وذاكرة المجاهدين، ورمزية المقاومة في شمال إفريقيا.
وفي ختام تدوينتها، وجهت المؤسسة نداءً صارخًا إلى كل الضمائر الحية: “لا تتركوا دار المقاومة تسقط، فهي ليست مجرد مبنى، بل راية من رايات الحرية، وذاكرة لا تموت.” .