في واقعة تبدو وكأنها مقتطف من مشاهد أفلام الهروب الكلاسيكية، تمكن سجين مغربي من الفرار من سجن مليلية المحتلة صباح يومه الخميس، في حدود الساعة الحادية عشرة، في ظروف وصفت بـ”الغريبة والمثيرة”.
ووفقًا لما أوردته صحيفة El Faro de Melilla، فإن السجين، المعروف بلقبه “البوب” (El Pope)، كان يقضي عقوبته ضمن نظام “الدرجة الثالثة”، الذي يتيح للمساجين نوعًا من الحرية النسبية داخل المؤسسة السجنية. وكان يعمل في مغسلة السجن، قبل أن يتم ضبطه مؤخرًا بحوزته كمية من المخدرات يُشتبه في ترويجها داخل أسوار السجن، ما أدى إلى إعادة تصنيفه تحت نظام أشد صرامة، وهو “الدرجة الثانية”.
وفي اللحظة التي أُبلِغ فيها السجين بقرار خفض درجته، رافقه كل من رئيس المصلحة وأحد الموظفين نحو الجناح الذي يحتفظ فيه بممتلكاته. وبينما كانوا في طريقهم، تزامن مرورهم مع فتح جزئي لأحد أبواب السجن بسبب دخول شاحنة تموين، فاستغل السجين اللحظة الحرجة وانطلق مسرعًا نحو الخارج، وسط ذهول الحراس وعجزهم عن منعه من الهروب.
لم يمض وقت طويل حتى أطلقت الشرطة الوطنية عملية بحث واسعة، أسفرت بعد ساعات قليلة عن توقيف السجين الفارّ بالقرب من منزل والديه، ليُحال فورًا على القضاء الذي أمر بإعادته إلى السجن تحت إجراءات مشددة.
هذه الحادثة أعادت إشعال الجدل حول الوضع الأمني داخل سجن مليلية المحتلة، حيث وجهت مصادر من داخل المؤسسة السجنية انتقادات لاذعة للإدارة، وعلى رأسها المدير فرانسيسكو ريبويو، متهمة إياه بالإهمال والتقصير في تفعيل البروتوكولات الأمنية، خصوصًا أثناء تنقلات السجناء داخل المؤسسة، ما يجعلها عرضة لحوادث مماثلة.
ويعكس هذا الحادث مجددًا حجم التحديات التي تواجهها السلطات في ضمان الانضباط والأمن داخل السجون، خاصةً تلك التي تخضع لنظام شبه مفتوح وتستقبل حالات تتطلب مراقبة صارمة.
05/06/2025