kawalisrif@hotmail.com

بريطانيا تنحاز للمغرب :   “إل كونفيدينسيال”  دعم متصاعد لحل الحكم الذاتي وصفعة قوية للعالم الآخر

بريطانيا تنحاز للمغرب : “إل كونفيدينسيال” دعم متصاعد لحل الحكم الذاتي وصفعة قوية للعالم الآخر

في تحول استراتيجي لافت يؤكد صعود المغرب كقوة إقليمية موثوقة، كشفت صحيفة “إل كونفيدينسيال” الإسبانية عن تزايُد أهمية الرباط في عيون صناع القرار الأوروبيين، وعلى رأسهم الحكومة البريطانية، التي باتت ترى في المغرب شريكًا لا يمكن تجاوزه في قضايا الأمن، الاقتصاد، والهجرة.

هذا التقدير البريطاني المتصاعد لم يأت من فراغ، بل هو ثمرة سياسة خارجية مغربية رزينة وفعالة، نجحت في تثبيت موقع المملكة كفاعل محوري في محيط مضطرب. فمن تداعيات الحرب الأوكرانية، إلى ملف الهجرة، مرورًا بالتعاون الأمني ضد الإرهاب، يبرز المغرب اليوم كـ”حائط صد” أساسي في حماية أمن أوروبا، وفق تعبير مسؤولين بريطانيين رفيعي المستوى.

منذ انسحاب لندن من الاتحاد الأوروبي، سجلت العلاقات التجارية مع الرباط قفزات نوعية، خاصة في مجالات حيوية مثل الطاقات المتجددة، الفوسفات، والأمن السيبراني. هذه الدينامية تعززت بتقارب أمني غير مسبوق، جعل من المغرب شريكًا استراتيجيا في حفظ أمن الساحل الإفريقي ومكافحة التهديدات العابرة للحدود.

الأهم أن لندن أبدت دعمًا صريحًا لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، معتبرة إياها الحل الأكثر جدية وواقعية لحل نزاع الصحراء، في انسجام واضح مع مواقف قوى كبرى كواشنطن ومدريد وبرلين. اعترافٌ ذو رمزية عالية، بحكم عضوية بريطانيا الدائمة في مجلس الأمن، يُعد نكسة حقيقية لخصوم الوحدة الترابية، وعلى رأسهم النظام الجزائري، الذي يفقد تدريجيًا رصيده داخل العواصم الغربية.

في وقت تتصلب فيه مواقف الجزائر وتترنح استراتيجيتها الإقليمية، يواصل المغرب حصد ثمار دبلوماسية ناجحة، تعتمد على التأثير الهادئ والمقنع، والذي جسده “اللوبي المغربي في وستمنستر”، الذي وظف أدوات ناعمة — من التقارب الاقتصادي إلى الشراكات الأمنية — ليضع الرباط في قلب مصالح لندن.

يأتي هذا الدعم البريطاني في لحظة مفصلية، بينما يستعد المغرب لاحتضان تظاهرات عالمية بحجم كأس العالم 2030، ويُعزز مكانته كقوة استقرار وازنة في شمال إفريقيا. إنها دبلوماسية الإنجاز لا الشعارات، والمغرب اليوم لا يكتفي بالدفاع عن حقوقه، بل يُقنع العالم بحكمته وريادته.

 

05/06/2025

Related Posts