في جولة صباحية على امتداد كورنيش زارو – بوطالب – وازواغ بمدينة الناظور، لا يمكن للزائر إلا أن يشعر بخيبة أملٍ كبيرة أمام ما آلت إليه هذه الواجهة الطبيعية الجميلة.
أسلاك كهربائية عارية تعلو رؤوس المارة وبساط أرجلهم ، في مشهد خطير ومُستهتر بسلامة المواطنين، وأرصفة محفّرة تجعل من التنقل مغامرة غير محمودة العواقب. الحديقة المجاورة، التي كانت يومًا متنفسًا للعائلات، تحوّلت إلى أرضٍ يابسة لا حياة فيها، وكأنها انعكاسٌ لفشل الجهات المسؤولة.
الكراسي الرخامية، التي كانت مخصصة للراحة، أصبحت مكسّرة ومهملة، في حين تنتشر الأزبال في كل زاوية، مشكلةً مشهدًا مؤسفًا وسط صمتٍ مطبق من الإدارة الفاشلة لوكالة مارتشيكا بقيادة لبنى بوطالب ، ورئيس جماعة لا يفقه في سياسة التسيير والإدارة شيئا .
ولعل أكثر ما يثير الاستغراب هو استخدام أغصان أشجار ملوّنة بدل علامات التشوير، وكأن العشوائية أصبحت عنوانًا لسياسة الحفاظ على الطبيعة! ناهيك عن الكلاب الضالة التي تتجول بحرية، مثيرةً الخوف في نفوس الأطفال وكبار السن على حد سواء.
كورنيش الناظور، الذي كان يومًا مفخرةً للمدينة، يحتاج اليوم إلى وقفة حقيقية من المسؤولين، وإلى التفاتة من المجتمع المدني لإعادة الاعتبار لهذا الفضاء الحيوي.