خطير : سيارات النقل المدرسي بإقليم الحسيمة تتحول إلى سيارات للنقل السري بين مختلف المدن المغربية

تحولت سيارات النقل المدرسي بجماعة أربعاء تاوريرت، إقليم الحسيمة، إلى وسيلة بديلة وسرية لنقل الطلبة بين الحسيمة ومارتيل مقابل 150 درهمًا للشخص … كما جرى نقل مجموعة من الأشخاص (من عامة المواطنين) إلى مدينة إفران مقابل 4000 درهم للرحلة ، إضافة إلى نقل الراغبين في الرحيل وتغيير الإقامة من الحسيمة والإقليم إلى مختلف مدن المغرب، وفق تسعيرة تختلف بحسب المسافة .

كل ذلك يتم فيما تُصرف المحروقات على حساب الجماعة، من خلال الجمعية المسيرة لأسطول النقل المدرسي، والتي تتلقى دعمًا ماليًا من مجلس جماعة أربعاء تاوريرت، في تحدٍّ صارخ للضوابط القانونية والتنظيمية المعمول بها في قطاع النقل المدرسي، ودون أي ترخيص رسمي، وتحت أنظار السلطات المحلية التي لم تحرك ساكنًا، بحسب ما أفاد به عدد من المتتبعين للشأن المحلي.

وبحسب شهادات متطابقة، فإن هذه السيارات، التي يُفترض أن تُخصص لنقل التلاميذ إلى المؤسسات التعليمية، أصبحت تجوب مختلف المدن المغربية دون حسيب ولا رقيب، وتعرض خدماتها على المسافرين الراغبين في التنقل نحو مدن مثل الرباط وطنجة، مقابل تسعيرات تقل عن تلك المعتمدة لدى وسائل النقل الطرقي المرخّص لها.

ويؤكد فاعلون أن هذا النشاط غير القانوني يُلحق ضررًا بأسطول النقل المدرسي التابع لجماعة أربعاء تاوريرت، وهي الجماعة التي أصبحت حديث الخاص والعام، بسبب ما تشهده ميزانية التسيير من اختلالات، وسط غياب شبه تام للمراقبة.

وقد طالب عدد من المهنيين والمواطنين، على حد سواء، بـ تدخل عاجل من السلطات المحلية والأمنية، لوقف هذه الظاهرة، وتفعيل دور المراقبة الطرقية لضمان احترام القوانين المنظمة لقطاع النقل، مع دعوات إلى مراجعة منظومة نقل المستخدمين، التي باتت تُستغل، في بعض الحالات، كغطاء لممارسة أنشطة غير قانونية.

وتبقى الأسئلة المطروحة:

— من يحمي هذين الشخصين: رئيس الجمعية وابنه سائق حافلات النقل المدرسي؟

— هل يتمتعان بحصانة جماعية، أم أن التواطؤ بات يُقدّم كخدمة عمومية ؟

— وهل تم تحويل سيارات النقل المدرسي إلى خطوط للنقل العمومي؟

— وما طبيعة العلاقة الوطيدة التي تجمع بين رئيس جماعة أربعاء تاوريرت ورئيس الجمعية، الذي كان نائبًا ثالثًا له في الولاية السابقة ؟

— لماذا هذا الصمت الرهيب من السلطة المحلية؟
هل المشكلة غير مرئية؟ أم أن الجميع يرتدي “نظارات التغاضي”؟

إن المتتبعين للشأن المحلي، سواء في جماعة أربعاء تاوريرت أو على مستوى إقليم الحسيمة عمومًا، يطالبون ب :

— فتح تحقيق عاجل (نعم، نكرر: عاجل، فثلاث سنوات من التجاوزات كافية لصنع فيلم وثائقي!)

— محاسبة المتورطين: من المستفيد؟ من المتواطئ؟

— إعادة الأموال المحصلة بطريقة غير قانونية إلى ميزانية النقل المدرسي.

لأن سيارات النقل المدرسي في جماعة أربعاء تاوريرت، إقليم الحسيمة، أصبحت أشبه بسيارات “مرسيدس 207” المخصصة للنقل السري !