سبع سنوات كاملة مرت منذ أن قررت الرباط، بصفعة صامتة، إغلاق شريان الحياة الاقتصادي الذي كان يربطها بمليلية. الجمارك؟ مغلقة. الشاحنات؟ محظورة. والنتيجة؟ مدينة بأكملها تترنح على حافة الشلل الاقتصادي، بينما مدريد تكتفي بالتصريحات الناعمة والوعود الجوفاء.
خافيير ألاركون، رئيس جمعية التجار في قلب مليلية، لم يعد يطيق لغة التهدئة ولا سياسة “الصبر الاستراتيجي”. في حوار ناري مع برنامج “لا لينتيرنا”، رفع الصوت قائلاً: “ما يحدث ليس خلافًا حدوديًا، إنه خنق ممنهج لمدينة إسبانية… حصار اقتصادي في وضح النهار !”
ألاركون لم يدُر الزوايا: المغرب، بحسب وصفه، يتصرف كما لو أن مليلية لم تعد جزءًا من إسبانيا، بل هدف يجب عزله وخنقه وتجفيف موارده. ورغم الحديث الرسمي عن “إعادة فتح تدريجية”، فإن الحقيقة فاضحة: عشر شاحنات فقط عبرت منذ يناير؟ أهذه تجارة دولية أم مزحة بيروقراطية؟!
الأسوأ من ذلك، أن أهل مليلية، مواطنون إسبان بحكم الهوية والجنسية، يُعاملون عند البوابة الحدودية كما لو أنهم عبء يجب تقليصه. “لا زجاجة ماء، لا كيس بقالة… وكأنك تدخل قلعة محاصرة”، يقول ألاركون، متهكمًا على ما وصفه بـ”القيود المهينة التي تنتهك كرامة السكان”.
السياحة ماتت، الأسواق أُفرغت، والمغاربة الذين كانوا يقصدون مليلية للتبضع رحلوا بلا عودة. لماذا؟ لأن الحملة واضحة، بل موثقة بلافتات في الأراضي المغربية تصف المدينة بـ”المحتلة”. إنها ليست حربًا عسكرية، لكنها حرب من نوع آخر: حرب اقتصادية صامتة، و مدريد في حالة سبات.
أما الحكومة الإسبانية؟ ردودها باردة، خجولة، ومبهمة. على حد تعبير ألاركون: “نحن إسبان، ولسنا مواطنين من درجة ثانية. إذا كانت مدريد غير قادرة على حماية حدودها ومواطنيها، فعليها على الأقل أن تكون صادقة بشأن ذلك”.
وسط هذا الإحباط المتصاعد، علق ألاركون آخر أمل على وعي الرأي العام الإسباني، قائلاً: “إذا أدركت بقية إسبانيا أن لدينا هنا مدينة تُخنق عمدًا، فقد يُجبر السياسيون على التحرك… وإلا، فوداعًا لمليلية كما نعرفها”.
05/06/2025