سبتة – كواليس الريف :
في تحول مفاجئ وبدون توضيح رسمي، غابت زيارة زعيم حزب الشعب الإسباني، ألبرتو نونيز فيخو، إلى مدينة سبتة المحتلة عن جدول أعمال الحزب، رغم ما سبقها من ترويج واسع وإشارات إلى أهميتها السياسية.
الزيارة، التي وُصفت داخليًا بأنها فرصة لإعادة ضبط البوصلة السياسية للحزب في المدينة، تم إلغاؤها بصمت، ما فتح باب التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار، خاصة في ظل تصاعد النقاشات حول قضايا حساسة، من بينها ملف القاصرين غير المصحوبين.
فيخو، المعروف بتصريحاته المتحفظة ومواقفه المتقلبة في بعض الملفات الداخلية، اختار على ما يبدو تفادي الظهور في سياق قد يتطلب إجابات مباشرة عن قضايا شائكة تمس مدينة سبتة، في وقت تتزايد فيه الضغوط الاجتماعية والسياسية على الأرض.
تزامن هذا الغياب مع تصريحات لافتة من المستشارة المغربية وعضوة الحزب نفسها، نبيلة بنزينة، التي حذّرت من “الوضع الصحي المتدهور في المدينة” خلال جلسة بمجلس الشيوخ. ورغم أن مضامين خطابها لامست مشكلات حقيقية تعاني منها المنظومة الصحية في سبتة، إلا أن توقيتها أعاد طرح تساؤلات حول دور الحزب ذاته في تردي هذه الأوضاع، خاصة أنه شغل مواقع القرار لسنوات طويلة في الإقليم.
المشهد العام يعكس تعقيدًا سياسيًا متناميًا لحزب الشعب في سبتة، بين محاولات فرض حضور انتخابي قوي، وصعوبات في تقديم رؤية واضحة لمعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية المتراكمة.
ويرى مراقبون أن ما يحدث ليس مجرد تعثر تكتيكي، بل انعكاس لأزمة أعمق تتعلق بهوية الحزب وخطابه السياسي في مدن الحدود، حيث تتقاطع فيها الحساسية الجغرافية مع الأزمات الاجتماعية.
وسط هذا المشهد، يبقى سكان سبتة في انتظار حلول عملية، في وقت تتوالى فيه التصريحات والتراجعات دون تغيير ملموس على الأرض.
05/06/2025