في مشهد قد يُحسب لموسم عروض الكوميديا أكثر مما يُحسب لعيد الأضحى، أوقفت السلطات المحلية بمدينة العيون نهاية الأسبوع سائق طاكسي لم يكن ينقل زبونًا كالعادة، بل خروفًا سمينًا جلس مطمئنًا في المقعد الخلفي وكأنه ذاهب في جولة ترفيهية قبل موعد الشواء!
السائق، الذي ربما نسي أن الطاكسي ليس وسيلة نقل عمومية للأضاحي، تم ضبطه وهو يهمّ بمغادرة محيط أحد أسواق الماشية، دون التوفر على الترخيص السحري الذي يُجيز نقل الخرفان داخل سيارات الأجرة. فحسب التعليمات الصارمة التي تفرضها السلطات في هذه الفترة “المدهونة بالسمن”، فإن مهمة نقل الأضاحي محجوزة حصريًا للجزارين المحترفين والموزعين المزوّدين بإذن رسمي، وليس لسائقي الطاكسيات، مهما كانت نيتهم “تضامنية”.
نتيجة هذه المغامرة الخرفانية؟ سحب رخصة الثقة من السائق، الذي سيدرك لاحقًا أن “خدمة المواطن” لا تشمل الحيوانات ذات الأربع أرجل، خاصة حين يكون مصيرها معروفًا في عيد الأضحى.
في زمن تُراقب فيه السلطات حتى صوف الخرفان، يبدو أن التهريب لم يعد حكرًا على السلع الفاخرة، بل طال أيضًا الماشية! فلتكن هذه الحادثة عبرة لكل من تسوّل له نفسه تحويل مركبته إلى “حافلة أغنام”. اتركوا نقل الأضاحي لأصحاب التصاريح والذبح الحلال، ودعوا سيارات الأجرة تقوم بمهمتها النبيلة: نقل البشر الذين لا يثغون ولا يحتاجون إلى التبن في المقعد الخلفي.
06/06/2025