في مشهد أقرب إلى أفلام الأكشن الهندية، قرر مهاجر سنغالي “شهم” أن يوقف حركة السير بين مراكش وتامنصورت، بدعوى تعرضه للسرقة. نعم، قطع الطريق، حرفيًا، وكأن العدالة ستنزل من السماء على قارعة الطريق بدلًا من التوجه إلى أقرب مخفر شرطة!
المعني بالأمر، الذي ربما شاهد فيلمًا أكثر من اللازم، ارتأى أن أفضل وسيلة للاحتجاج ليست تقديم شكاية رسمية أو الاتصال بالسلطات، بل إيقاف عشرات السيارات في عزّ حرارة الشمس، وكأن الركاب والمتوجهين لأعمالهم هم المسؤولون عن السرقة!
مواطنون عالقون، سائقون محتجون، وصافرات سيارات كانت النشيد الرسمي للحظة العبثية. أما صاحبنا، فكان يتجول وسط الطريق وكأنه “زعيم قبيلة”، يُطالب بـ”العدالة أو الفوضى”، أو ربما بشاحن أنترنت مجاني!
وطبعًا، لم يتأخر تدخل السلطات التي تعاملت مع الموقف بحكمة، إذ أقنعته بلطف (مع القليل من الصرامة) بأن الطرق ليست ساحات احتجاج شخصية، وأن مكان المطالبة بالحقوق هو عند الجهات المختصة، وليس في عرقلة الناس و”تصريف الغضب الجماعي”.
ويبقى السؤال الأهم: هل كان هدفه إيصال رسالة … أم فقط تصوير فيديو تيك توك ينتهي بـ “هاشتاغ مظلوم في مراكش”؟