kawalisrif@hotmail.com

أبناء الملك المنبوذون يفضحون فساد العرش :     تايلاند تمنعهم من دخول وطنهم

أبناء الملك المنبوذون يفضحون فساد العرش : تايلاند تمنعهم من دخول وطنهم

في خطوة جريئة وغير معتادة، نشر اثنان من أبناء ملك تايلاند المثير للجدل، راما العاشر، رسالة مفتوحة عبر فيسبوك يتهمان فيها سلطات بلادهم بمنعهما من العودة إلى الوطن. الرسالة، المرفقة بتسجيلات صوتية وصور لتذاكر السفر، كشفت أن السلطات التايلاندية منعت دخولهما ثلاث مرات دون تقديم مبرر رسمي، بعد أن تم حظر جوازات سفرهما بشكل غامض.

المعنيان بالأمر، جوتهافاتشارا (45 عامًا) وفاتشراوي (39 عامًا)، هما اثنان من أربعة أبناء للملك الحالي من زوجته الثانية، الممثلة السابقة سوجيراني، التي طلقها ولي العهد آنذاك في منتصف التسعينات، متهمًا إياها بالخيانة والاحتيال. وبعد الطلاق، تم نفي الأم وأبنائها إلى الولايات المتحدة، حيث عاشوا بعيدًا عن العرش ونظام الحكم الملكي الصارم في تايلاند.

رغم أن تايلاند تُعرف بأنها ملكية دستورية، فإن الواقع يعكس نظامًا ملكيًا قويًا لا يُنتقد، حيث يحاط الملك بهالة من القداسة، ويُنظر إلى انتقاده كجريمة قد تكلف صاحبها عقوبة قد تصل إلى 50 عامًا من السجن. ولهذا لم يُنشر خبر هذه الرسالة في أي وسيلة إعلام محلية داخل تايلاند.

في الرسالة، أوضح الأخوان أنهما زارا تايلاند في يناير الماضي لأول مرة منذ نفيهما، لكن زيارتهما أُحيطت بالرقابة والتهديد، حيث تم تعقبهما وتصويرهما، بل ومُنعا من دخول القصر الملكي، بينما سُمح للسياح الأجانب بالدخول. ورغم أنهما أبناء الملك، فقد جُردا من أي ألقاب أو اعتراف رسمي من القصر.

الملك ماها فاجيرالونغكورن، المعروف بـ”راما العاشر”، تولى الحكم عام 2016 بعد وفاة والده الملك الأسطوري بوميبول، الذي حكم البلاد لمدة 70 عامًا وكان يمثل رمزًا للاستقرار. أما الملك الحالي، فيشتهر بحياته الخاصة المثيرة للجدل وتعدد زيجاته، حيث تزوج رسميًا أربع مرات، من بينهن سوجيراني التي أصبحت منبوذة بعد الطلاق، ولم يسمح لأبنائها بالعودة أو حتى الحصول على اعتراف رسمي.

من بين أبناء هذا الزواج الخمسة، لم يحتفظ الملك سوى بابنته الوحيدة سيريفانافاري، التي أعادها إلى البلاط الملكي واحتفظت بلقب “أميرة”. وهي اليوم واحدة من أشهر الشخصيات العامة في البلاد، تجمع بين موقعها الملكي وشهرتها كرمز للموضة.

بالمقابل، بقي الأبناء الذكور الأربعة في الظل، حتى عام 2023، حين عاد أحدهم، فاتشارايسورن، إلى تايلاند بعد 27 عامًا من الغياب، مما أثار تكهنات حول احتمال أن يكون الملك بصدد إعادة دمج أبنائه المنفيين استعدادًا لتسوية مسألة الخلافة المعقدة.

الملك راما العاشر لم يُعلن حتى الآن عن خليفته الرسمي، رغم أن الدستور التايلاندي يسمح بتسمية امرأة على العرش، وهو ما فتح المجال أمام إمكانية خلافة الأميرة باجراكيتيابها، ابنته من زوجته الأولى. إلا أن هذه الأخيرة أصيبت بنوبة قلبية عام 2022 ودخلت في غيبوبة طويلة، ما جعل مسألة خلافة العرش أكثر غموضًا.

اليوم، لا يوجد سوى ابن واحد معترف به رسميًا، هو الأمير ديبانغكورن (20 عامًا)، لكنه يعيش في ألمانيا ويُعتقد أنه يعاني من اضطراب في النمو أو توحد، ما يثير الشكوك حول أهليته لتولي الحكم مستقبلاً.

في ظل هذا الفراغ، أصبح اسم فاتشارايسورن مطروحًا مجددًا، خاصة بعد أن دخل الحياة الرهبانية في مايو 2025، والتحق بمعبد بوذي لتلقي تعاليم الدارما، في خطوة يُنظر إليها في المجتمع التايلاندي كتعبير عن النضج والمسؤولية.

وقد نشر صورًا له حليق الرأس مرتديًا الملابس البرتقالية الخاصة بالرهبان، وسط تكهنات حول ما إذا كانت هذه الخطوة تتم بدعم من القصر، وما إذا كانت بداية لمصالحة ملكية مرتقبة، تعيد أبناء الملك المنفيين إلى دائرة النفوذ الملكي.

07/06/2025

Related Posts