السفينة البريطانية “HMS Trent” تعود إلى جبل طارق بعد عمليات ضبطت خلالها ما يناهز مليار دولار من الكوكايين

عودة السفينة البريطانية “HMS Trent” إلى جبل طارق بعد عام من العمليات في الكاريبي شملت ضبط 10 أطنان من الكوكايين والمساهمة في مواجهة كوارث طبيعي

عادت سفينة الدورية البحرية البريطانية HMS Trent إلى قاعدتها الدائمة في جبل طارق بعد إتمامها عامًا كاملاً من المهام في منطقة البحر الكاريبي، حيث لعبت دورًا محوريًا في جهود مكافحة تهريب المخدرات وتقديم الدعم الإنساني في حالات الكوارث الطبيعية.

وتُعد HMS Trent من بين أحدث سفن الأسطول البريطاني من فئة River. وقد نجحت خلال مهمتها في مصادرة حوالي 10 أطنان من الكوكايين تُقدّر قيمتها السوقية بنحو 750 مليون جنيه إسترليني، كما شاركت في عمليات إنقاذ وإغاثة بعد العواصف والأعاصير التي اجتاحت عدة أقاليم بريطانية فيما وراء البحار.

ومن أبرز العمليات التي نفذتها السفينة، كانت أول عملية اعتراض ناجحة لغواصة تهريب مخدرات نفذتها البحرية الملكية البريطانية، وذلك بالتعاون مع خفر السواحل الأمريكي وقوة المهام المشتركة بين الوكالات بجنوب أمريكا. وقد تم ضبط الغواصة شبه المغمورة وعلى متنها أكثر من 2,000 كيلوغرام من الكوكايين، بقيمة تُقدّر بنحو 209 ملايين جنيه إسترليني. وتُعتبر هذه الغواصات المصنّعة يدويًا أداة متزايدة الاستخدام من قبل شبكات التهريب في كولومبيا والإكوادور، نظرًا لقدرتها على التمويه وتفادي أنظمة الرصد عبر مسارات الكاريبي والأطلسي.

وفي جانب المهام الإنسانية، قدّمت HMS Trent مساعدات حيوية للمناطق المتضررة من الأعاصير والعواصف الاستوائية، حيث انتقلت إلى جزر كايمان بعد إعصار بريل، وإلى جزر العذراء البريطانية عقب العاصفة إرنستو، حاملة على متنها معدات ومؤن أساسية دعمت جهود التعافي السريع في تلك المناطق.

وتتمركز السفينة HMS Trent في قاعدة جبل طارق البحرية بشكل دائم منذ عام 2021، ضمن الانتشار المتقدم للبحرية الملكية البريطانية في البحر المتوسط وخليج غينيا، في إطار استراتيجية المملكة المتحدة الهادفة إلى تعزيز الأمن الدولي وحماية مصالحها في الخارج. وخلال الفترة الأخيرة، خضعت السفينة لعملية تحديث وصيانة لتجهيزها لخدمة تشغيلية تمتد للسنوات الخمس المقبلة.

وفي هذا السياق، قال نائب الأدميرال توم غاي، قائد القوات البريطانية في جبل طارق: “يسرّنا الترحيب بعودة HMS Trent إلى القاعدة البحرية الملكية بجبل طارق، حيث نوفر لها الدعم اللوجستي اللازم لاستئناف مهامها في أقرب وقت. إن وجود هذه السفينة هنا يضفي مرونة كبيرة على أداء الأسطول، ما يعزّز من أمننا الجماعي جميعًا.”