شهدت مدينة مليلية المغربية المحتلة صباح عيد الأضحى، على الساعة التاسعة، إقامة صلاة جماعية، وسط حضور تجاوز 10 آلاف مصلٍ، جلهم من المغاربة المقيمين بمختلف أحياء المدينة.
هذا الحدث الديني الكبير شكّل مناسبة لإطلاق دعوة صادقة إلى تقوية الروابط الأسرية وتعزيز قيم العيش المشترك والتضامن المجتمعي، في أجواء روحانية طبعها الخشوع والتقارب الإنساني.
تنظيم محكم وتجهيزات تراعي خصوصية المناسبة
وقد تم تجهيز الساحة متعددة الوظائف بما يتماشى مع الضوابط الإسلامية لصلاة العيد في الهواء الطلق، حيث وُفّرت سجادات الصلاة ومناطق ظل ومسارات خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، إضافة إلى نظام صوتي متكامل لضمان وصول الخطبة إلى كافة الحاضرين.
وشارك في تنظيم وتأمين هذا الحدث فرق من اللجنة الإسلامية بمليلية (CIM)، إلى جانب عناصر الحماية المدنية والإسعاف (061)، في صورة راقية للتكافل والعمل الجماعي.
كما حرص المنظمون على توفير مياه الشرب وحلويات للأطفال، مع تخصيص خدمة نقل مجانية عبر حافلات COA لفائدة الأشخاص ذوي الإعاقة أو محدودي الحركة، إلى جانب فتح موقف سيارات “إيسلا طاييريس” مجاناً من الساعة الثامنة صباحاً حتى الحادية عشرة.
وشهدت المناسبة حضور صابرينا موح، ممثلة الحكومة بالمدينة السليبة، التي عبّرت عن إشادتها بنموذج التعايش السلمي في مليلية، ودعت إلى تعزيز القيم المشتركة بين الثقافات، وعلى رأسها الكرم والتسامح والتضامن.
كما خصصت الشرطة المحلية طاقماً أمنياً خاصاً لتأمين المصلين وضمان سلاسة الدخول والخروج، ما ساعد على إخلاء الساحة بسرعة وتنظيم بعد انتهاء الصلاة.
الإمام عبد الحفيظ زعاج، ركز في خطبته على أهمية صلة الرحم وتعزيز العلاقات الاجتماعية، بدءًا من الأسرة وصولاً إلى الجيران والمجتمع، مذكّراً بفضائل عيد الأضحى وما يحمله من دلالات روحية وإنسانية عميقة.
وأكد الإمام أن تقوية الروابط الاجتماعية تعد من القيم الأساسية في الإسلام، وتسهم في بناء مجتمع متماسك ومتعاضد.
من جانبه، أشار عبد السلام حسن عبد السلام، نائب رئيس اللجنة الإسلامية، إلى أن هذا العيد حمل طابعًا خاصًا، حيث امتنعت العديد من الأسر عن ذبح الأضاحي، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني وما يعيشه من مآسي ومعاناة، تعبيراً عن حزن جماعي وشعور بالعجز تجاه الأوضاع هناك.
كما نوه بتجاوب عدد من سكان مليلية مع قرار الملك محمد السادس القاضي بتعليق شعيرة الذبح هذا العام في المغرب، انسجامًا مع الظروف الاستثنائية.
وفي ختام المناسبة، شدّدت صابرينا موح على أهمية الحفاظ على التقاليد وتعزيز قيم التعايش والتفاهم، مؤكدة أن ما يجمع الناس ليس فقط الانتماء الديني، بل القيم الإنسانية الكونية كالسلام والتآزر والرحمة، معتبرة أن: “الأهم هو التركيز على ما يوحدنا، لا ما يفرّقنا.”