شهدت مياه شاطئ السعيدية، صباح اليوم، حادثة لافتة تمثّلت في محاولة ثلاثة شبان جزائريين العبور سباحةً من السواحل المغربية نحو التراب الجزائري، بعد أن ضاقت بهم سبل الهجرة غير النظامية.
ووفقًا لمصادر محلية، فإن الشبان الثلاثة انطلقوا من منطقة صخرية قرب الحدود البحرية المغربية الجزائرية، قاصدين العودة إلى بلدهم الجزائر عبر البحر، بعد أن فشلوا، حسب تصريحاتهم، في التسلل نحو مدينة سبتة المحتلة انطلاقًا من مدينة الفنيدق.
وأفاد سباح منقذ تابع للوقاية المدنية، كان يراقب الوضع من الشاطئ، بأنه تبع الشبان داخل البحر واستفسرهم عن هويتهم، حيث أكدوا له أنهم جزائريون كانوا يحاولون الهجرة إلى إسبانيا عبر المغرب، غير أن محاولاتهم باءت بالفشل بعد أن تم توقيفهم من طرف السلطات المغربية ثلاث مرات. وأضافوا أنهم فقدوا الأمل في العبور إلى الضفة الأخرى، فاختاروا العودة إلى وطنهم سباحةً.
التطورات أخذت منحى دقيقًا حين اقترب السباح المنقذ من النقطة الحدودية البحرية، مما استدعى تدخلًا فوريًا من عناصر الوقاية المدنية المغربية، التي سارع أحد أفرادها باستخدام دراجة مائية “جيت سكي” لإعادته إلى بر الأمان، تفاديًا لأي خطر محتمل قد ينجم عن التوتر في المنطقة الحدودية، خاصة مع وجود عناصر الجيش الجزائري في الجهة المقابلة.
وفي لحظة توتر، لوّح جندي جزائري بسلاحه تجاه الشبان الثلاثة، ظنًّا منه أنهم مغاربة يحاولون عبور الحدود … غير أن تدخلًا مسؤولًا من جندي مغربي هدّأ الوضع، موضحًا للجانب الجزائري أن المعنيين جزائريون يرغبون في العودة إلى بلادهم.
وقد تجاوبت عناصر الجيش الجزائري مع التوضيحات، وأُبلغت البحرية الجزائرية، التي حضرت إلى الموقع وتسلمت الشبان الثلاثة من النقطة الحدودية البحرية.
الواقعة، التي وثّقها مقطع فيديو انتشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، تعكس واقعًا إنسانيًا معقّدًا يرتبط بظاهرة الهجرة غير النظامية، وتُظهر في الآن ذاته يقظة وتنسيقًا ميدانيًا جنّب المنطقة حادثًا محتملًا في ظرف حساس.
ويعيد هذا الحادث التأكيد على أهمية تعزيز آليات التعاون الإقليمي لمواجهة تحديات الهجرة، وحماية أرواح الشباب، وتوفير بدائل تنموية تقلل من حجم المخاطرة التي تدفع البعض إلى سلوك طرق غير آمنة لتحقيق طموحاتهم.
07/06/2025