في سابقة قد تُدرَّس في كليات العلوم السياسية الخيالية، قررت جماعة “اكليم” التابعة لإقليم بركان أن تدخل التاريخ من بابه الخلفي، عبر ابتكار نموذج تسييري جديد: الرئيس في بلجيكا، والمشاريع فالمغرب، والشفافية في المريخ!
النائب الأول المستقيل، محمد لحبيب، قرر يرمي السلحفاة ويقول: “أنا ما نقدرش نخدم وسط هاد الروينة!” وفعلاً، كيف يخدم الإنسان وهو يرى الجماعة تتحول إلى حلقة من مسلسل “باب الحارة” بتوقيع مغربي بلجيكي؟ الرئيس، رجل أعمال متعدّد الجنسيات (والصفقات)، اختار أن يسير شؤون الجماعة عن بعد، ربما عبر تطبيق “زووم” أو “واتساب”، أو حتى عبر الحمام الزاجل، لا أحد يدري.
لكن لحبيب ما سكتش. فضح المستور، وقال إن الرئيس عندو علاقات “مشبوهة” جداً مع مدير العمران السابق ديال الشرق، زكرياء، اللي بالمناسبة كيتسنى الحُكم وهو فالحبس. علاش؟ حيث كانت العلاقة بينهم علاقة “عمران ما عمر شي حاجة”، والحاصل أن الصفقات كتمشي، والطريق كتتزفت، ولكن للمصالح الخاصة فقط في مختلف مشاريع الجهة الشرقية !
نواب الرئيس التجمعي ؟ ماشي نواب الشعب، بل نواب الشركات. شي داخل مع شركة ديال الطرق، شي داخل مع “الفورنسور”، وشي داخل في الجيب من كثرة ما تقاسم. كلشي دايخ، وكلشي شاد النص، والمصلحة العامة ضاعت بين “البارتسبر” و”المارج”.
وهنا تكمن المأساة الجميلة: أن أكبر ذنب اليوم هو أنك ما كتشفرش، وأنك خارج “منظومة التحويط” التي تعتبر اليوم أقصر طريق نحو الترقية أو التوقيف… حسب الحظ.
وفي انتظار أن يتحول مقر الجماعة إلى مقهى “بلجيكا كافيه”، نترككم مع هذا السؤال الساخر – الجاد:
هل ما زالت الجماعة فعلاً تُدار من اكليم، أم أصبحت ملحقة اقتصادية للقارة العجوز ؟؟
07/06/2025
