لا حديث اليوم بين ساكنة جماعة بني بوفراح بإقليم الحسيمة، صباح الخميس 5 يونيو الجاري، إلا عن مشهد أثار استياءً واسعًا: سيارة الجماعة تُستخدم لنقل أفراد مقربين من رئيس الجماعة قادمين من مدينة طنجة لقضاء عطلة عيد الأضحى.
عدسة “كواليس الريف” رصدت السيارة الجماعية وهي تتجه نحو بني بوفراح، محمّلة بأمتعة الركاب. وقد توقفت على مقربة من محطة وقود “أفريقيا” بمنطقة بوخشخاش الغابوية، في محاولة لتفادي أنظار السكان. هناك كان في انتظارها سائق معروف بالنقل السري، يُكلّفه الرئيس عادة بنقل الوثائق الإدارية إلى طنجة، حسب ما سبق ذكره في تقرير سابق للجريدة.
كما تواجد في المكان مستشار جماعي سابق، سبق له أن تنازل عن الترشح في الدائرة 1 لصالح رئيس الجماعة، وكان ينتظر ابنته التي كانت برفقة الرئيس، بالإضافة إلى فتاة أخرى وشخص ثالث له سوابق قضائية، يستغله الرئيس في الترويج لنفسه على مواقع التواصل الاجتماعي مقابل مبالغ مالية زهيدة. وكل هؤلاء، حسب مصادر محلية، لا علاقة لهم بالمجلس الجماعي.
وأكد عدد من المتتبعين للشأن المحلي أن هذه الواقعة ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة من الخروقات المرتبطة باستغلال سيارات الجماعة لأغراض شخصية. وأضافوا أن هذه السيارة تحديدًا أثارت الجدل مرارًا، بعد استعمالها من طرف رئيس الجماعة خارج النفوذ الترابي للجماعة، خاصة أنه يقيم بمدينة طنجة، كما يوظفها لحضور جلسات المحاكم بصفته محاميًا.
وطالبت مصادر محلية السلطات المختصة، وعلى رأسها السيد عامل إقليم الحسيمة، بفتح تحقيق عاجل في استغلال سيارة الجماعة لأغراض شخصية من طرف الرئيس، مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وتساءلت المصادر، بسخرية لاذعة: “هل أصبحت سيارة الجماعة خدمة عامة متاحة لكل السكان، أم أنها امتياز حصري لعائلة الرئيس والمقربين منه؟”