kawalisrif@hotmail.com

فيديو :  الجيش الاسباني يحتفل بسلطته على مليلية المحتلة ويستعرض قواته ويرفع العلم في حدائق الآخرين !

فيديو : الجيش الاسباني يحتفل بسلطته على مليلية المحتلة ويستعرض قواته ويرفع العلم في حدائق الآخرين !

في قلب مدينة مغربية مسلوبة، وتحديدًا في حديقة هرنانديز، افتتحت سلطات الاحتلال الإسباني يوم القوات المسلحة لعام 2025، بمراسم “رسمية فخمة” لرفع العلم … وكأن المدينة كانت تنتظر هذه اللحظة “العظيمة” بشغف يليق بـ”أمجاد مستعمِر لا يعترف بأنه غريب”!

عند الساعة التاسعة والنصف صباحًا من يومه الأحد، ارتفع العلم الإسباني في سماء مليلية المحتلة، إيذانًا بانطلاق احتفال يعيد إنتاج رمزية الدولة فوق تراب لا يعترف بسلطتها … وقد تم تأجيل المراسم ليومه الأحد، احترامًا لعيد الأضحى، في محاولة مكشوفة لإظهار “حساسية ثقافية” شكلية، لا تُخفي مفارقة عميقة: الاحتلال لا يُجمّل بالتقويم الديني.

ترأس المراسم العقيد فرانثيسكو كارمونا غالناريس، قائد فوج المدفعية المختلط رقم 32، محاطًا بعدد من العسكريين والمدنيين وبعض “المدعوين المهمين”، إلى جانب حشد من الفضوليين الذين حضروا مشهدًا يحتفي بالقوة، دون أن يجيب عن سؤال الشرعية.

ونظرًا لأن ساحة إسبانيا كانت “نائمة على مشاريع الترميم”، نقل العرض إلى حديقة عامة، في تأكيد ضمني أن الفضاء الرمزي يمكن نقله، طالما أن السلطة حاضرة، والراية مرفوعة، والموسيقى تُعزف… حتى وإن كان التاريخ غائبًا.

فرقة الشرف، بتشكيلها “المضبوط” وموسيقاها “المنضبطة”، أعادت تمثيل طقس من طقوس الإمبراطوريات الغابرة. وعلى وقع البوق، رُفع العلم الإسباني في مشهد “صامت ومهيب”، وكأن المدينة تعيش لحظة إعلان انتصار… لا مجرد إعادة إنتاج مظهر احتلالها.

لكن خلف هذه الطقوس، يطل سؤال جوهري: كيف يمكن لمستعمر أن يحتفل بوجوده فوق أرض ليست له، متجاهلًا أن السيادة ليست استعراضًا عسكريًا، بل عقدًا سياسيًا وشعبيًا لم يُوقّع أبدًا في مليلية؟

بخطى عسكرية “مدروسة”، انسحبت الفرقة إلى جوار تمثال ميغيل هرنانديز، حيث كُسرت الصفوف في صمت رسمي. ثم ألقى العقيد كارمونا كلمة قصيرة شكر فيها “الشعب”، دون أن نعلم هل يقصد من يعيش في مليلية؟ أم من يحتفل من مدريد؟ أم هو جمهور الصمت الذي اعتاد طقوس الاحتلال دون تصفيق ولا اعتراض؟

مليلية، رغم محاولات الإبهار البروتوكولي، تظل جرحًا مفتوحًا في الذاكرة المغربية، وشاهدًا على استعمار متواصل يُراد له أن يبدو طبيعيًا. فكل مراسم تُقام، وكل علم يُرفع، وكل كلمة تُلقى… ليست إلا محاولة لتكريس وضع شاذ وتطبيعه.

لكن التاريخ لا يُروى بالنشيد الوطني، بل بالحق الذي لا يسقط بالتقادم. ومليلية، كما سبتة، ستبقى شاهدة على أن السيادة لا تُؤسس بالمراسيم، بل تُستعاد بالإرادة، وبالوعي، وبالزمن الذي ينحاز، في نهاية المطاف، لصوت الشعوب.

08/06/2025

Related Posts