يعيش المركز الاستشفائي الإقليمي محمد السادس بضواحي الحسيمة على وقع كوارث يومية تعكس حجم التردي في القطاع الصحي بالمنطقة، سواء من حيث غياب الأطر الطبية في عدد من التخصصات أو تدني جودة الخدمات المقدمة للمرضى.
وقد شهد المستشفى في الفترة الأخيرة حالتي انتحار مروعتين، الأولى بتاريخ 9 شتنبر، والثانية وقعت ليلة الأربعاء من هذا الأسبوع، حين أقدم أحد المرضى على القفز من الطابق الثالث، علماً أنه كان نزيلاً بقسم الأمراض الصدرية.
وما يزيد الوضع سوءاً، هو تكرار حوادث مفجعة لمرضى دخلوا المستشفى في حالات صحية لا تستدعي سوى فحوصات بسيطة أو من أجل الولادة، لينتهي بهم المطاف جثثاً هامدة، في سيناريو يعكس الإهمال الخطير الذي يواجهه المرضى داخل هذه المؤسسة الصحية.
ومن بين المظاهر المثيرة للجدل كذلك، تخصيص المصاعد الإلكترونية للعاملين فقط، عبر بطاقات إلكترونية خاصة، مما يحرم المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن من استعمالها. هؤلاء يُجبرون على صعود السلالم للوصول إلى الأقسام العليا، في مشهد يفتقر لأدنى شروط الكرامة الإنسانية.
وأمام هذا الواقع الصادم، يطرح المواطنون وذوو المرضى العديد من التساؤلات الحارقة: ألم يحن الوقت لتتدخل وزارة الصحة بشكل عاجل لإصلاح الأعطاب والاختلالات التي يتجرع مرارتها المرضى وأسرهم؟ وهل ستقوم الجهات المعنية بإلزام إدارة المستشفى بتوفير المصاعد وكافة المرافق الحيوية لخدمة العموم، باعتبارها خدمات عمومية وليست امتيازات خاصة؟
المواطنون ينتظرون تحركًا جادًا يعيد الثقة في المنظومة الصحية بالمنطقة، ويضع حدًا لمعاناة لا مبرر لها في مؤسسة يفترض بها أن تكون فضاءً للتطبيب، لا مسرحًا للمآسي.
08/06/2025