kawalisrif@hotmail.com

المغرب يعيد بناء قطيعه الوطني عبر استيراد قياسي للأغنام الأوروبية

المغرب يعيد بناء قطيعه الوطني عبر استيراد قياسي للأغنام الأوروبية

في وقت تسعى فيه الدولة إلى إصلاح الخلل الحاصل في قطاع تربية المواشي نتيجة سنوات من الجفاف ونقص الموارد العلفية، سجّلت واردات المغرب من الأغنام الأوروبية ارتفاعًا لافتًا منذ بداية سنة 2025، وفق بيانات حديثة صادرة عن مفوضية الاتحاد الأوروبي.

فقد استورد المغرب خلال شهري يناير وفبراير فقط نحو 113 ألف رأس من الأغنام الأوروبية، وهو ما يمثل حوالي 80% من إجمالي صادرات الاتحاد الأوروبي من هذا النوع خلال الفترة ذاتها. واللافت أن هذه الأغنام ليست مخصصة للذبح، بل للتسمين والتكاثر، في خطوة تعكس توجّهًا استراتيجيًا نحو إعادة تكوين القطيع الوطني بدل تغطية الطلب الاستهلاكي الفوري.

من الاستهلاك إلى التأسيس

هذا التغيير في السياسة يعكس أولويات جديدة للقطاع الفلاحي في المغرب، حيث تراجعت واردات الأغنام المعدّة للذبح بنسبة تقارب 70%، ما يشير إلى وجود توجيهات تفضّل التأسيس طويل الأمد على الحلول المؤقتة. ويُفهم هذا التحوّل أيضًا في سياق القرار الملكي بتعليق شعيرة الأضحية خلال عيد الأضحى لهذه السنة، ما زاد من تركيز وزارة الفلاحة على إعادة بناء الثروة الحيوانية بشكل مستدام.

إسبانيا تتصدر قائمة الشركاء

من جانب آخر، استفادت إسبانيا بشكل خاص من ارتفاع الطلب المغربي، حيث سجلت صادراتها من الأغنام قفزة بنسبة 50% مقارنة بالسنة الماضية، لتصل إلى 7.800 طن خلال أول شهرين من 2025. وتزايد الطلب المغربي بالتوازي مع تحول الجزائر نحو السوق الإسبانية، بعد تعثّر خططها للاستيراد من رومانيا بسبب ظهور مرض طاعون المجترات الصغيرة.

لحوم الأبقار أيضًا ضمن التعاون

ولم يقتصر التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي على الأغنام، بل شمل أيضًا واردات لحوم الأبقار، حيث استورد المغرب حوالي 5.700 طن خلال نفس الفترة. ويأتي ذلك في وقت يشهد فيه الإنتاج الأوروبي من لحوم البقر تراجعًا بنسبة 3.3%، يقابله ارتفاع في الأسعار بنسبة 28% مقارنة بعام 2024، وهو ما يعكس أزمة حقيقية في العرض داخل السوق الأوروبية.

08/06/2025

Related Posts