kawalisrif@hotmail.com

حاكم مليلية :     المغرب دمّر 60% من اقتصاد المدينة … والجمارك المفتوحة في 2025 سوى “ديكور” !

حاكم مليلية : المغرب دمّر 60% من اقتصاد المدينة … والجمارك المفتوحة في 2025 سوى “ديكور” !

برشلونة — كواليس الريف :

في تصريح لا يخلو من مرارة (وقدرٍ غير قليل من الدهشة المصطنعة)، أبدى خوان خوسيه إمبرودا، حاكم مدينة مليلية المحتلة، امتعاضه الشديد من تدهور الاقتصاد المحلي، مُحمّلًا المغرب كامل المسؤولية عقب إغلاقه “الأحادي والشرير” للمعبر الجمركي في غشت 2018، وكأن الرباط كانت تتأمل خريطة التجارة العالمية وقررت فجأة :  “لنرَ كيف سنربك مليلية اليوم”.

وخلال مشاركته في الدورة الـ28 لمؤتمر رؤساء الحكومات الذاتية في برشلونة، لم يُفوّت إمبرودا الفرصة لتذكير الجميع بأن القرار المغربي لم يكن مجرد “إجراء حدودي”، بل “ضربة قاصمة” – نعم، قاصمة فعلًا – تسببت، حسب تقديره، في القضاء على ما لا يقل عن 60% من الاقتصاد الخاص في المدينة. ومع أن الحكومة الإسبانية تتحدث عن إعادة فتح المعبر في يناير 2025، يرى إمبرودا أن ما سيُعاد فتحه لا يشبه المعبر الأصلي في شيء… “نسخة محدّثة من وهم العبور”، على حد تعبير أحد المراقبين غير الرسميين.

وفي فقرة أخرى من خطابه المفعم بالحسرة، أشار حاكم المدينة إلى التناقضات العجيبة في تعامل الحكومة المركزية مع مليلية، وكأن المدينة ارتكبت جريمة ما وتعيش الآن عقوبتها! ففي الوقت الذي تُغدق فيه الإعفاءات على الأقاليم الأخرى، تُجبر مليلية على دفع مقدمات مالية، لتبقى مشروعاتها التنموية رهينة دفاتر الحسابات، لا أحلام المواطنين.

أما عن العلاقات الحدودية مع المغرب، فقد نقل إمبرودا المشهد السريالي كما هو: “كيس بذور دوار الشمس لا يُسمح له بالعبور من مليلية إلى المغرب! يُفتح ويُرمى، وكأن فيه أسرارًا نووية، بينما تمر الملابس والأحذية من المغرب بكل سلاسة”. يبدو أن الجاذبية الحدودية تعمل في اتجاه واحد فقط!

وبنبرة لا تخلو من رجاء يائس، توجّه إمبرودا إلى رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز قائلًا: “عليك أن تتحرك!”، وهي عبارة قد تُسجّل ضمن أكثر المطالب تكرارًا في الخطابات التي لا يسمعها أحد.

ولم يغفل حاكم المدينة مطالب البنية التحتية، مُصرًّا على ضرورة توسيع مدرج مطار مليلية وتزويده بأنظمة تكنولوجية حديثة “حتى لا يُلغى كل ما يتحرك في السماء لمجرد غيمة عابرة”، حسب تعبيره شبه الفني. كما طالب بإعادة إحياء خط النقل البحري مع ألميرية، ذلك “الشريان الحيوي” الذي يبدو أن أحدًا قطعه دون أن يُدرك أن سكان المدينة ما زالوا يحتاجون إلى التنقل.

وفي ختام خطابه المتخم بالمطالب والنداءات، عاد إمبرودا ليُذكّر بـ”الاختلالات الهيكلية التاريخية” التي تُعيق مليلية، وكأن المدينة كُتبت عليها لعنة اقتصادية منذ ولادتها. وطالب الحكومة الإسبانية بموقف “واضح وحازم” يخرج المدينة من حالة “المظلومية المزمنة”، قبل أن تُعلن نفسَها منطقة منكوبة رسميًا ….

08/06/2025

Related Posts