kawalisrif@hotmail.com

أنبوب الغاز المغربي النيجيري … أبوجا تراهن على المستثمرين لتسريع التنفيذ

أنبوب الغاز المغربي النيجيري … أبوجا تراهن على المستثمرين لتسريع التنفيذ

تواصل نيجيريا والمغرب خطواتهما العملية لتنزيل واحد من أضخم المشاريع الطاقية في القارة الإفريقية، والمتمثل في أنبوب الغاز الرابط بين البلدين، في مسار يمتد عبر عدة دول من غرب القارة نحو أوروبا، ويُنتظر أن يُشكل ركيزة لتحولات جيوسياسية واقتصادية وطاقية عميقة في المنطقة، وسط جهود مكثفة لحشد التمويل والاستثمارات الدولية.

ويمثل هذا المشروع، الذي يقدَّر طوله بحوالي 5660 كيلومتراً، وبتكلفة إجمالية تبلغ نحو 25 مليار دولار، نقلة نوعية في البنية التحتية الإفريقية، إذ سيمر عبر أكثر من 13 دولة، منها بنين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا، وصولاً إلى المملكة المغربية، حيث سيتصل بأنظمة الغاز الأوروبية.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة “ذا ويسلر” النيجيرية، فإن المشروع يحظى بأولوية قصوى ضمن أجندة الطاقة في نيجيريا، خاصة في ظل توجه الحكومة الفيدرالية في أبوجا نحو جذب شركاء تقنيين وماليين دوليين لتأمين التمويلات الضرورية، وتعزيز التعاون متعدد الأطراف لتسريع تنفيذ هذا المشروع الحيوي.

وخلال اجتماع جمع نائب الرئيس النيجيري كاشيم شيتيما مع مسؤولي مجموعة “فيتول” العالمية المتخصصة في تجارة الطاقة، مؤخرا أكد المسؤول النيجيري، حسب الصحيفة، التزام الحكومة بجعل بلاده مركزاً استثمارياً رئيسياً في مجال الغاز، مشيراً إلى أن الرئيس بولا أحمد تينوبو أطلق حزمة إصلاحات اقتصادية عميقة تهدف إلى تحرير السوق، وتحفيز النمو، من بينها إلغاء دعم الوقود، وتوحيد سعر صرف العملة، وإصلاح النظام الضريبي.

ونقلت “ذا ويسلر” عن شيتيما قوله إن “خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب يمثل حجر الزاوية في رؤية نيجيريا الجديدة للطاقة”، مضيفاً أن بلاده تمتلك ثامن أكبر احتياطي للغاز في العالم، مما يجعل الاستثمار في هذا المورد خياراً استراتيجياً لضمان استقرار السوق وتحقيق عائدات مستدامة.

وشدد شيتيما على أن المشروع لا يقتصر فقط على جمع التمويلات، بل يتطلب أيضاً خبرات تقنية رفيعة، معلناً التزام الحكومة بهيكل شفاف لإدارة المشروع، وضمان بيئة استثمارية مستقرة، مستشهداً بنموذج شركة “نيجيريا للغاز الطبيعي المسال” (NLNG) التي وصفها بأنها “مثال ناجح على الشراكة المستقرة بين القطاعين العام والخاص”.

من جانبها، أعربت مجموعة “فيتول” عن اهتمامها بالمساهمة في المشروع، وأكد المدير المالي للمجموعة، جيفري ديلابينا، أن الشركة ملتزمة بدعم نيجيريا، خاصة أنها كانت حاضرة في البلاد منذ سنوات، وشاركت في عمليات تمويل وتجارة وتوزيع الطاقة.

بدوره، أشار مدير الشؤون العامة في المجموعة، حسب الصحيفة، إلى أن “فيتول” استثمرت بالفعل نحو 300 مليون دولار في مشروع “غزال”، المدعوم من شركة النفط الوطنية النيجيرية.

وفي خطوة تقنية مهمة، كانت وزيرة التحول الطاقي والتنمية المستدامة بالمغرب، ليلى بنعلي، قد أعلنت في وقت سابق عن استكمال دراسة الجدوى والدراسات الهندسية الأولية للمشروع، بما يشمل تحديد المسار الأمثل للأنبوب، ما يعزز الجاهزية التقنية والإدارية للانطلاق في مرحلة الإنجاز الفعلي.

كواليس الريف:    متابعة

08/06/2025

Related Posts