في خطوة مفاجئة تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية، قررت السلطات الجزائرية إلغاء مشروع ميناء “الحمدانية” في مدينة شرشال، غرب العاصمة، بعد سنوات من التأجيل والترويج له كمشروع استراتيجي ضخم. هذا القرار يأتي في أعقاب إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نهاية يوليو 2024، دعم بلاده الكامل لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية لحل النزاع حول الصحراء.
ويُعتبر مشروع “الحمدانية”، الذي كان من المقرر تنفيذه بشراكة مع مؤسسات صينية ضمن مبادرة “الحزام والطريق”، من أكبر المشاريع اللوجستية التي كانت الجزائر تطمح من خلالها للتحول إلى منصة تربط بين أوروبا، إفريقيا، وآسيا. غير أن المشروع لم يُنجز طوال عشر سنوات رغم الترويج الإعلامي له كمنافس محتمل لميناء طنجة المتوسط وميناء الناظور غرب المتوسط المغربي.
بحسب صحيفة “لوبينيون” الفرنسية، فإن قرار تبون بوقف المشروع جاء في ظل صفقة جديدة مع مجموعة CMA CGM الفرنسية العملاقة في مجال الشحن البحري والحاويات، المملوكة لرجل الأعمال الفرنسي-اللبناني رودولف سعادة، المعروف بقربه من الرئيس ماكرون.
ويبدو أن لهذا القرار خلفيات دبلوماسية أيضًا، إذ جاء بالتزامن مع تصاعد التوترات بين الجزائر وباريس، خاصة بعد تداول أنباء عن احتمال تجميد أصول مسؤولين جزائريين في فرنسا.
وقد استقبل الرئيس تبون مؤخرًا رودولف سعادة في قصر المرادية، ما يعزز فرضية وجود تحول في الخيارات الاقتصادية الجزائرية لصالح شركاء فرنسيين، رغم التوتر السياسي القائم.
08/06/2025
