الحسيمة – كواليس الريف :
تشهد عدد من الفضاءات العمومية بمدينة الحسيمة، في الآونة الأخيرة، انتشارًا لافتًا وغير مبرر لأكشاك خشبية وحديدية، تم تثبيتها في حدائق وساحات عامة وعلى الشواطئ … دون أي إعلان رسمي أو توضيحات من الجهات المسؤولة، في مشهد يطرح أكثر من علامة استفهام حول خلفيات هذا التوسع المفاجئ، لاسيما في ظل اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
أولى هذه التجليات رُصدت في حديقة 3 مارس (المعروفة بـ”باركي نتشيتا”)، التي تحولت إلى فضاء مزدحم بالأكشاك، بلغ عددها حوالي عشرة، تم وضع بعضها فوق الأرصفة، ما يعيق حركة المارة، بينما احتل بعضها الآخر المساحات العشبية، ضاربًا بعرض الحائط وظيفة الحديقة كمتنفس عمومي.
ما يثير الانتباه أكثر هو غياب أي تنسيق عمراني أو توحيد في شكل هذه الأكشاك، التي تتنوع بين الخشبي والمعدني، وتتشابه أحيانًا مع مقاهٍ صغيرة أو محلات تجارية، ما يُعزز فرضية غياب دفتر تحمّلات منظم، ويطرح تساؤلات حول الجهات المستفيدة وطبيعة الرخص الممنوحة.
الفوضى العمرانية نفسها تكررت في حديقة ميرادور المطلة على كورنيش صباديا، حيث تم تثبيت كشك جديد في ثاني أيام عيد الأضحى ، دون أي إشارة إلى الجهة المرخِّصة أو الغرض من هذا الإنشاء، ما أثار حفيظة عدد من المواطنين والزوار الذين عبّروا عن استيائهم من التشويه البصري للمكان.
الانتشار لا يقتصر على حديقة واحدة، بل يشمل عدة نقاط حيوية داخل المدينة، من بينها: ساحة ملعب ميمون العرصي ، ساحة موربييخو ، حديقة سيدي منصور ، محيط محطة Shell ، وكورنيش صباديا .
وفي ظل هذا التوسع المتسارع، تزداد المخاوف من أن تتحول هذه الأكشاك إلى أسواق عشوائية دائمة، تهدد البيئة الحضرية وتخلّ بوظائف الفضاءات العمومية.
ما يزيد من حدة الجدل هو الصمت الذي تلتزمه الجهات المختصة، ما يفتح الباب أمام التكهنات حول دوافع انتخابوية محتملة وراء هذا الانتشار، خاصة أن الظاهرة تتزامن مع اقتراب الانتخابات التشريعية المحلية .
فعاليات مدنية وحقوقية بدأت تدق ناقوس الخطر، مطالبة بوقف هذا “التمكين العشوائي” الذي يضر بجمالية المدينة وبحق المواطنين في فضاءات مفتوحة.