من قلب الدار البيضاء، تنبعث ملامح تحول حضري جديد. ليس مشروعاً عادياً، بل رهان دولي على مستقبل التنقل واللوجستيك في أكبر حاضرة اقتصادية بالمغرب.
البنك الدولي أعلن عن تمويل ضخم بقيمة 350 مليون دولار لدعم مشروع استراتيجي يحمل اسم “مركز الدار البيضاء الكبرى للتنقل والخدمات اللوجستية”. مشروع طموح يعكس تصوراً جديداً لمدينة أكثر ترابطاً، أكثر انفتاحاً، وأكثر قدرة على مجاراة إيقاع العصر.
هذا المشروع، الذي سيُعيد رسم خريطة النقل السككي ، وربط مركز المدينة بضواحيها النامية مثل زناتة، المحمدية، بوسكورة والنواصر، عبر شبكة تمتد على 73 كيلومتراً من السكك الحديدية الحديثة.
في صميم هذا التحول، توجد قطارات ضواحي كهربائية، محطات متعددة الوسائط تُراعي سهولة الولوج لكل الفئات، وتكنولوجيا متقدمة لتدبير الطاقة والإشارات. كل هذا من أجل هدف واضح: جعل التنقل اليومي أكثر سرعة، أقل كلفة، وأقل تلويثاً.
لكن الأثر لا يقتصر على النقل فقط. المشروع يحمل بعداً اقتصادياً عميقاً، من خلال إنشاء مراكز لوجستية حديثة في عين السبع وزناتة، تعتمد على الربط السككي لتُعزز من تموقع الجهة كقطب تنافسي استراتيجي، على المستوى الوطني والعالمي.
وبينما تستعد القطارات للانطلاق، ينتظر المواطنون تقليصاً ملموساً في وقت التنقل، يُقدَّر بأقل من 45 دقيقة بين الأحياء والمناطق الاقتصادية، ما يعني فرص شغل أكبر، خدمات أسهل، وحياة يومية أكثر جودة.
09/06/2025
