في مشهد يبدو أقرب لفيلم درامي منه لواقع إداري، راسل مستشار جماعي بجماعة أكدز التابعة لإقليم زاكورة عامل الإقليم، لا ليطلب تعبيد طريق أو تحسين خدمات، بل للاحتجاج – بكل جدية – على تصوير فيلم أمريكي بالقصر القديم بحي اسليم… لأنه بكل بساطة “ما شاوروهش”.
المستشار الذي ينتمي لحزب “الاشتراكي الموحد”، قرر أن يُشهر ورقة “التمثيلية” عن ساكنة الحي، مدعياً أنهم يرفضون تصوير أي مشهد سينمائي على أراضيهم يوم 13 يونيو 2025، رغم أن التصوير لم يبدأ بعد. الغريب أن الساكنة – حسب قوله – “تفاجأت” بوجود أجانب يوم 2 يونيو الجاري ، وكأن الكاميرات نزلت من السماء دون إذن الجمارك.
الرسالة التي وجهها المسؤول المنتخب تضمّنت إشارات عميقة لأعراف وتقاليد الحي، بل وحتى “الأصول” التي تمنع – حسب تصوره – مرور عدسات هوليوود من بين الحقول. ولم ينسَ المستشار الإشارة إلى أن بعض “الجهات” (لم يسمّها طبعًا) استفادت من مبالغ مالية مرتبطة بالتصوير، دون علم الساكنة، مما يُضيف بعدًا سينمائيًا حقيقيًا للقضية.
وبدل أن يُطالب بتقنين العملية أو التواصل مع الجهة المنتجة، دعا المستشار إلى “تدخل فوري وعاجل” من عامل الإقليم لإيقاف هذه “النازلة”، مخافة اندلاع “فتنة” في حي اسليم، وكأنها مشاهد من فيلم إثارة على الأرض، وليس مجرد طاقم تقني يحاول تصوير مشاهد سينمائية.
ويبقى السؤال الذي لم يُطرح بعد: هل أصبح تصوير فيلم في المغرب يحتاج لمباركة المجالس الجماعية حيًّا بحي؟ أم أن السينما أصبحت خطرًا أمنيًا يهدد “الاستقرار المحلي” حين لا تمر عبر قناة “شاورني أولًا”؟
09/06/2025
