kawalisrif@hotmail.com

مليلية المحتلة :    عام على تسليم “الحدود الذكية”… والمشروع في غرفة الانتظار

مليلية المحتلة : عام على تسليم “الحدود الذكية”… والمشروع في غرفة الانتظار

مرّت سنة كاملة على تسليم أشغال مشروع “الحدود الذكية” بمليلية المحتلة، غير أن الواقع يُفنّد كل الشعارات التي رافقت هذا المشروع الذي طُرح منذ أكثر من عقد كحلّ تقني لتأمين الحدود وتعزيز الرقابة، دون أن يُفعّل على أرض الواقع حتى اليوم.

زعيم حزب “فوكس” اليميني في مليلية عبّر عن قلقه إزاء ما وصفه بـ”الجمود المؤسف”، مشيرًا إلى أن المشروع الذي افتتحه وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، في فبراير 2025، ظلّ حبرًا على ورق، رغم الميزانية الضخمة التي خُصصت له والتي تُقدَّر بين 30 و40 مليون يورو.

ولم يتردد السياسي الإسباني في التهكم على هذه المفارقة، معتبرًا أن ما حدث يُذكّر بما وصفه بـ”الافتتاح الوهمي” الذي قام به رئيس الوزراء بيدرو سانشيز لمستشفى جامعي يفتقر لكل أساسيات العمل الصحي، قائلًا: “بهذا الإيقاع، مليلية لن تحصل على حدود ذكية، بل على حدود معدمة”.

مشروع “الحدود الذكية”، الذي أُعلن عنه لأول مرة سنة 2013 في عهد حكومة راخوي، لم يتمكن من تجاوز عراقيله، وسط تبريرات رسمية تتحدث عن مشاكل في ربط النظام بقواعد بيانات أوروبية، بدءًا ببلجيكا ثم فرنسا، غير أن مراقبين وسياسيين يرون أن الأزمة ذات طابع سياسي بالأساس.

وفي خضم هذه التوترات، دخلت النقابة الموحدة للشرطة (SUP) على الخط، مُطلِقة تحذيرات بشأن التأخر المقلق في تشغيل النظام، الذي يُفترض أن يُعزّز الأمن في منطقة استراتيجية تُعد المعبر الرئيسي بين الضفتين الأوروبية والأفريقية.

وفي ظل هذا المشهد المرتبك، يبقى التساؤل مطروحًا: هل تتأخر مدريد عمدًا في تفعيل “الحدود الذكية” ضمن سياق سياسي أكبر يرتبط بموقع مليلية المحتلة وعلاقاتها مع دول الجوار، وعلى رأسها المغرب؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه ارتباكًا إداريًا في مشروع تقني ضخم؟

الجواب ما زال معلقًا خلف الأسوار الحديدية للمدينة المحتلة.

 

09/06/2025

Related Posts