في تطور لافت أثار جدلًا واسعًا، تحوّلت عربات مجرورة كانت مخصصة لأنشطة بسيطة إلى أكشاك حديدية وخشبية، بل حتى إسمنتية، في أحياء وشواطئ الحسيمة، مثيرة بذلك موجة من التساؤلات والانتقادات الحادة. هذه الفوضى العمرانية، التي وثّقتها جريدة كواليس الريف في تقرير لها أمس ، دفعت عامل إقليم الحسيمة إلى التحرك السريع، حيث طالب السلطات المحلية بمراجعة جميع رخص العربات والأكشاك، خصوصًا في منطقتي كاربونيطا وكورنيش صباديا.
وتأتي هذه التحركات بعد أن كشفت جريدة “كواليس الريف” عن مشهد صادم داخل المدينة، حيث اجتاحت الأكشاك الخشبية والمعدنية فضاءات عمومية من حدائق وساحات وشواطئ، في غياب تام لأي رؤية عمرانية أو إشراف إداري واضح. حديقة 3 مارس المعروفة بـ”باركي نتشيتا”، تحولت إلى ساحة مزدحمة بالأكشاك العشوائية، فيما سجلت حالات مشابهة في حديقة ميرادور، ساحة موربييخو، محيط ملعب ميمون العرصي، ومحطة Shell.
الأكشاك التي توزعت بلا تخطيط، وبأشكال ومواصفات مختلفة، أثارت موجة غضب بين المواطنين، خاصة في ظل تزامن انتشارها مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، ما اعتبره البعض “تمكينًا انتخابويًا مقنعًا” على حساب الفضاءات العمومية وحق الساكنة في بيئة حضرية منظمة.
وفيما لم تصدر بعد أي توضيحات رسمية من الجهات المختصة، يُرتقب أن تطلق السلطات المحلية حملة لمراقبة الأكشاك وسحب الرخص من المخالفين، في محاولة متأخرة لاحتواء هذا الانفلات العمراني الذي بات يهدد جمالية المدينة ووظيفتها كوجهة سياحية.
فهل تنجح الحملة المرتقبة في إعادة الأمور إلى نصابها؟ أم أن “الصمت الإداري” سيطغى من جديد، مفسحًا المجال لفوضى قد لا تنتهي قريبًا ؟
10/06/2025