في عالم يزداد اضطرابًا، حيث تختلط الشعارات بالقنابل، والحركات “التحررية” بالهجمات الإرهابية، كشفت تقارير ألمانية حديثة عن خيوط لعبة خطيرة تُحاك في الخفاء، مسرحها المنطقة المغاربية، وأدواتها: جبهة البوليساريو، إيران، وحزب الله.
ما كان يُقال همسًا في الكواليس، خرج اليوم إلى العلن بصوت تسجيل مُسرب، صادم، يحمل تفاصيل مكالمة بين “مصطفى محمد لمين الكتاب”، ممثل البوليساريو السابق في سوريا، وعميل من حزب الله اللبناني. الحديث؟ لم يكن عن مؤتمر أو دعم سياسي. بل عن خطط لهجمات، دعم بالسلاح، واستهداف مصالح حيوية، من بينها سفارة إسرائيل في المغرب.
لم يعد الأمر مجرد “جبهة انفصالية”، بل مشروعٌ لتصدير الفوضى، تتقاطع فيه الحسابات الإيديولوجية مع التمويل الإيراني والتدريب العسكري على الطريقة اللبنانية. هكذا تتحول الصحراء إلى خاصرة رخوة في جسد الأمن الإقليمي.
من مخيمات تندوف إلى خرائط الإرهاب
أكثر ما يقلق في هذا التحول، هو أنه ليس وليد اليوم. التقارير تتحدث عن تزاوج قديم بين البوليساريو وتنظيمات إرهابية كداعش والقاعدة، داخل مخيمات تندوف الواقعة تحت النفوذ الجزائري.
هل يبدو الاسم مألوفًا؟ عدنان أبو الوليد الصحراوي، زعيم تنظيم “داعش الصحراء الكبرى”، وُلد هناك. وخرجت من تندوف خلايا مرعبة كـ”فتح الأندلس” و”الخلافة”، كلها أعلنت ولاءها لداعش، وأصبحت توقيعًا دامغًا للإرهاب المتنقل.
الدرونز… والدماء القادمة من الشرق
لم يكن المغرب ليصمت. فقبل هذه التسريبات، كان وزير خارجيته ناصر بوريطة واضحًا: إيران ترسل طائرات مسيّرة انتحارية إلى البوليساريو. الدعم لم يعد سياسيًا أو خطابيًا، بل تكنولوجيًا – حرب إلكترونية، استخباراتية، عسكرية، على أبواب المغرب.
ومع هذا التحول، تخلت البوليساريو عن قناع “حركة تحرر” وارتدت درع الميليشيات المسلحة، وهي تلهث خلف دعم من طهران وبيروت، وتسوّق نفسها كـ”جبهة مقاومة” على غرار غزة وجنوب لبنان. لكن هذه ليست مقاومة، بل محاولة لضرب استقرار دول، وتفجير مستقبل منطقة بأكملها.
10/06/2025