مباشرة بعد اعتراف غانا بمغربية الصحراء ، مؤكدة أن الحكم الذاتي بمثابة الأساس الواقعي والدائم الوحيد من أجل حل مقبول من الأطراف لقضية الصحراء المغربية، شهدت العلاقات بين المغرب وغانا تطوراً ملحوظا خلال الفترة الماضية، مع إبرام اتفاقيات ثنائية تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات متعددة.
وشملت هذه الاتفاقيات التي تم توقيعها بين الرباط وأكرا، مجالات متعددة بما في ذلك تسهيل حركة الأفراد، والتعليم، والزراعة، وتكوين الشباب. كما تأتي هذه الخطوات لتؤكد على رغبة البلدين في بناء شراكة استراتيجية قوية ومستدامة.
في خطوة تعكس الثقة المتبادلة والرغبة في تعزيز التبادل التجاري والثقافي، منحت كل من غانا والمغرب مواطنيهما إمكانية الدخول إلى أراضيهما دون الحاجة إلى تأشيرة. هذا الإجراء سيسهم بشكل كبير في تسهيل حركة الأفراد، سواء للسياحة أو الأعمال أو الزيارات العائلية، مما يعزز التواصل بين الشعبين.
أولت الاتفاقيات الجديدة اهتماماً خاصاً لقطاع التعليم، حيث ضاعف المغرب عدد المنح الدراسية المقدمة للطلاب الغانيين، لتصل إلى 140 منحة سنوياً. هذه الزيادة ستوفر فرصاً أكبر للشباب الغاني لمتابعة دراساتهم العليا في المغرب، والاستفادة من خبراته الأكاديمية. في المقابل، سيستفيد الشباب المغاربة أيضاً من هذه الشراكة، حيث سيتلقون دراستهم في جامعة غانا البحرية، مما يعكس التخصص والخبرة التي تتمتع بها غانا في هذا المجال. وفي إطار تبادل الخبرات في قطاع الطيران، سيتلقى الشباب الغانيون تعليمهم ليصبحوا طيارين في المغرب، مما يؤكد على الثقة في جودة التعليم والتدريب المغربي.
ولم يغفل التعاون الجديد القطاع الزراعي الحيوي، حيث سيتبرع المغرب بـ 2000 طن من الأسمدة للمزارعين الغانيين، وتهدف هذه المبادرة إلى دعم الأمن الغذائي في غانا وتعزيز الإنتاج الزراعي. كما سيعمل المغرب على دعم بناء مصنع لتصنيع الأسمدة في غانا، مما سيساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي لغانا من الأسمدة على المدى الطويل، ويعزز التنمية الصناعية في البلاد. وتعكس هذه الاتفاقيات الجديدة التزام المغرب وغانا بتعزيز علاقاتهما الثنائية على أسس قوية من التعاون والتضامن، بما يخدم مصالح الشعبين ويفتح آفاقاً جديدة للنمو والتنمية المشتركة.
كواليس الريف: متابعة
10/06/2025